هل يبدأ خريف العلاقات الأميركية الاسرائيلية ؟

توقعت سوزان رايس، مستشارة الرئيس أوباما لشؤون الأمن القومي تدمير وشيك للعلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل لاسيما بعد قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بإلقاء كلمة أمام الكونغرس الأسبوع المقبل. وأضافت رايس في تصريحات إعلامية أنّ " للزيارة آثارًا مدمرة على نسيج العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل". وردا على سؤال عما إذا كان نتنياهو يحاول تحقيق مكاسب في الولايات المتحدة من خلال الزيارة، قالت إنها لا تريد التكهن بأهدافه، "نريد أن تكون العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة قوية بغض النظر عن الحزب الموجود في السلطة في أي من البلدين" وقالت رايس "ما حدث خلال الأسابيع الماضية بفعل الدعوة التي وجهها رئيس مجلس النواب وقبلها رئيس الوزراء نتنياهو قبل أسبوعين فقط من الانتخابات (الإسرائيلية)، إنها أثارت على الجانبين قدرا من التحزب وهو أمر ليس فقط مؤسف بل أعتقد أنه مدمر لنسيج العلاقة" وتعتبر تعليقات مستشارة الرئيس الأميركي باراك أوباما ،أقوى تعقيب صدر عن البيت الأبيض على الزيارة حتى الآن، وواحدا من أشد الانتقادات لنتنياهو بسبب خطابه المرتقب. وأعلن عدة أعضاء ديمقراطيين في مجلس الشيوخ، بينهم نائب الرئيس جو بايدن، بأنهم لن يحضروا الجلسة. يذكر أن الأعضاء الجمهوريين لم يستشيروا أوباما قبل دعوة نتنياهو. ولا يخطط أوباما للقاء نتنياهو الأسبوع القادم، وقال البيت الأبيض إن ذلك يعود إلى سياسة البيت الأبيض في عدم لقاء رؤساء قبل فترة وجيزة من الانتخابات في بلادهم. وبدور هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعنف انتقادات واشنطن لخطابه المزمع في الكونغرس، متهما الدول الكبرى بالتخلي عن تعهدها بمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية. وقال نتنياهو في خطاب الأربعاء "احترم البيت الأبيض ورئيس الولايات المتحدة لكن في قضية مصيرية مثل هذه يمكن أن تحدد وجودنا من عدمه، يجب أن أفعل كل شيء لمنع مثل هذا الخطر الكبير على إسرائيل". وكان نتنياهو قد تلقى دعوة من رئيس مجلس النواب جون بوهنر لإلقاء كلمة أمام الكونغرس، في ما يُنظر إليه على أنه توبيخ لسياسة أوباما بشأن إيران. يذكر أن البيت الأبيض يجري مفاوضات مع إيران حول برنامجها النووي، ورفض دعوات لفرض عقوبات إضافية عليها. ويتوقع أن يناقش نتنياهو، الذي يدعم فرض عقوبات، الشأن الإيراني والجماعات الإسلامية في خطابه في الكونغرس. ورفض نتنياهو دعوة للقاء خاص بأعضاء ديمقراطيين في مجلس الشيوخ. يذكر أنّ وزيرة العدل الإسرائيلية المقالة والشريكة في رئاسة حزب"المعسكر الصهيوني" (الوسطي) تسيبي ليفني، أكدت في تصريحات سابقة أنّ علاقات بلادها مع الولايات المتحدة الأمريكية "تمر بأزمة" . وعزت ليفني في حديث للإذاعة الإسرائيلية العامة، هذه الأزمة إلى "تدخل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الشؤون الداخلية الأمريكية"، بقولها "نتنياهو يقوض العلاقات الأمنية والإستراتيجية بين إسرائيل والولايات المتحدة". وأشارت ليفني إلى الخلافات الإسرائيلية-الأمريكية بشأن المفاوضات الدولية مع إيران حول السلاح النووي للأخيرة، وإصرار نتنياهو على إلقاء خطاب أمام الكونغرس الأمريكي في 3 مارس/آذار المقبل رغم معارضة الإدارة الأميركية.