2016-01-07 

التجار السوريون: الرقم الصعب في الاقتصاد التركي

من تركيا,احمد العلي

مثلت تركيا منذ اندلاع الازمة السورية ملاذا انسانيا للاجئين السوريين وهاهي اليوم بحكم القرب الجغرافي تتحول الى سوق استثمارية للتجار السوريين الذين اصبحوا رقما مهما في الاقتصاد التركي. ويعتقد سعد شويحنة  التاجر السوري في احد الاسواق التركية وهو القادم من مدينة حلب (28عاما) وهو جالس في مكتبه البسيط فوق مصنعه الذي ينتج الآلاف من شخشيخات الأطفال والزجاجات البلاستيكية أنه إذا كان بالامكان صناعتها في تركيا فلما انتاجها في أي مكان آخر. افتتح  شويحنة  فرعا لنشاط عائلته في صناعة اللدائن في مدينة غازي عنتاب في جنوب شرق تركيا  متسلحا بمعرفته باللغة التركية و شركته واحدة من عدد يقارب 2000 شركة أسسها سوريون في تركيا في السنوات الخمسة تقريبا التي انقضت منذ نشبت الحرب الأهلية في وطنهم ويصدر شويحنة انتاجه الى عدد كبير من البلدان العربية مثل مصر وتونس ولبنان اضافة الى سوريا.

لكن شويحنة المتزوج وله طفلة رضيعة أضاف لرويترز أنه لا يرى "فرقا بيني وبين شركة تركية" لأنه يوظف أتراكا وسوريين ويدفع ضرائبه. غيرأن تفاؤل شويحنة والتجار السوررين يقابله تخوف كبير في تركيا حيث  يبدي أصحاب الدخل المحدود في تركيا تخوفهم  من سيل اللاجئين إذ يخشون أن يقبل السوريون بمن فيهم نحو 250 ألفا يعملون الآن بصورة غير قانونية في تركيا أجورا أقل لينتزعوا منهم وظائفهم. لكن البيانات تشير إلى أن السوريين من أمثال شويحنة عامل داعم للاقتصاد التركي. وتشير ارقام الرسمية التركية الى  إن أكثر من ألف شركة تأسست في تركيا بشريك سوري واحد على الأقل في الأشهر السبعة الأولى من عام 2015 بالمقارنة مع 30 شركة عام 2010 قبل بدء الحرب الأهلية.حيث تؤكد إسراء أوزبينار الباحثة لدى مؤسسة تيباف للأبحاث الاقتصادية "حدثت قفزة كبيرة في أعداد الشركات التي يؤسسها السوريون ربما لأنهم يدركون أخيرا أنهم قد يبقون في تركيا لسنوات عديدة." وأظهرت بيانات معهد الاحصاء التركي أن تركيا صدرت ما قيمته 1.3 مليار دولار من السلع والخدمات لسوريا في الأشهر العشرة الأولى من 2015 بالمقارنة مع أقل من نصف مليار دولار في عام 2012.

وتشير أبحاث مؤسسة تيباف إلى أن العدد المتزايد من الشركات السورية في الأقاليم الحدودية مثل كيليس وماردين وهاتاي ساهم في انتعاش الصادرات. كما يؤكد الاقتصادي هارون أوزتركلر من مركز دراسات الشرق الأوسط الاستراتيجية في أنقرة إن هذه الشركات قد تصبح في المدى البعيد في غاية الأهمية للاقتصاد الأوروبي. وأضاف "أهم مساهمة ستتمثل في شبكة أصحاب هذه الشركات في العالم العربي لأنهم كانوا تجارا في سوريا. وسيصبح إيجاد أسواق جديدة لتركيا العامل الأهم."ورغم ان  غازي عنتاب تشهد مشاعر عداء من جانب بعض رجال الأعمال الذين يرون في شركات مثل شركة شويحنة خطرا عليهم.فان سيناي كوبر رئيس الاتصالات في اتحاد الغرف التجارية يؤكد " نعلم أن كثيرا من هذه الشركات غير مسجلة تتسبب في منافسة غير عادلة لكن ميزتها انها تساهم في خلق فرص جديدة للعمل ."

ويقول طارق احد التجار السوريين الاخريين لرويترز  انه وجد مستثمرين لخطته لبدء شركة تنتج ما قيمته مليون دولار سنويا من البرادات (الثلاجات) للمطاعم ومخازن المواد الغذائية والمصانع. وهو يخطط لإقامة قاعدة شركته في الحي الصناعي الذي أقام شويحنة فيه مصنعه ويعتزم توظيف 14 عاملا وقال إن أغلبيتهم ستكون من السوريين.

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه