الاتحاد- أحرقت إيران البقية الباقية من حقوق الجيرة الخيرة، وذهبت بعيداً جداً عن مبادئ العيش المشترك وبسلام، وقامت بتصعيد دخان ونيران الطائفية في سماء الأمن.إيران تدافع عن الإرهاب وتعطي الإرهابيين مبررات التدخل في الأوضاع الداخلية للدول الآمنة والمستقرة غصباً عن سياسات إيران الخارجية التي لم تراع في دولة هانئة عهداً ولا ذمة
|
عندما تصل علاقات الدول الجارة إلى تدخلات جائرة بكل ما في هذه الكلمة من المعاني السلبية تجاه الآخر المسالم وتؤدي إلى قطع العلاقات الدبلوماسية وطرد السفراء من الجانبين، فلا بد حينئذ إذن من وقفة مسؤولة من كل العرب أمام هذا التدخل الصارخ في أحكام القضاء للمملكة الشقيقة. فعلاً، تدخلات إيران في شؤون بعض الدول التي تعتبرها مناطق نفوذ لها جارية منذ عقود مع تغاضي جميع الأطراف عن ذلك لأسباب كثيرة ليس هنا مجال الحديث بتفصيل عنها. ولكن سنؤكد على سبب مهم وهو العمل على أمن واستقرار دول الخليج ومعها إيران قدر الإمكان، والحيلولة دون الوصول إلى مرحلة الصدام العسكري بأي صورة كان، لأن النتائج بطبيعة الحال كارثية بشهادة حرب الخليج الأولى، والثانية، والثالثة، والرابعة التي تريد إيران بالذات إشعالها ولو بطريقة غير مباشرة عبر عملائها في اليمن وسوريا والعراق ولبنان وأصقاع أخرى نعلمها جيداً وان لم تفصح عنها إيران حتى الآن. والنقطة الأهم عندما يسمح الغرب وعلى رأسه أميركا بذلك صراحة، وخاصة بعد إعتاق إيران من ربقة الاتفاق النووي، الذي أعطاها الضوء الأخضر للعبث في شؤون الغير كيفما شاءت ومتى شاءت والتدخل الأخير ولن يكون الآخر خير دليل على ما نذهب إليه. ليس من حق أي دولة في العالم الأكبر توجيه سهام التحدي التي تخرق بنود كل الاتفاقات الدولية المعروفة لدى كافة المنظمات الدولية التي تنضم إليها من أجل عالم أكثر أمناً وأماناً.
كل ذلك يذهب بإيران في اتجاه حرق مراحل التعاون بين الشعوب وخاصة من هم أقرب إليها من حبل الوريد، فاللعب في هذه الساحة والمساحة الضيقة للجغرافيا والتاريخ ليس بتلك السهولة التي ترمي بها إيران التهم السياسية الشنيعة للبراء من كل مكان. نقول بملء أفواهنا وكامل وعينا بدقائق الأمور التي تدور رحاها بالذات على الأراضي العربية سواء في فلسطين العربية أو مصرها أو خليجها، إن الوقت حان كي نحافظ على «ثورنا الأبيض» بعد أن جعلت إيران الثيران الملوَّنة الأخرى لقمة سائغة في فيها الملوث بأطنان من الصواريخ البالستية والزوارق الحربية التي تعيش مناورات دائمة منذ عقود، والتي لم تستطع من خلالها إلقاء إسرائيل في البحر ولا مسخها في الوجود كما تزعق بذلك دائماً وبلا أدنى حياء نفسي أو سياسي.
وكلمتنا الواضحة إلى أمة الغرب جميعاً لا ترضخوا لنيران فارس «النيروزية» ونعيد ذلك مراراً وتكراراً فإيران يا «جماعة الخير» ليس لها علاقة بالإسلام الذي نعرفه وندين به ربنا ورب آبائنا الأولين، فهي فارسية المنشأ وطائفية المنطلق وثورية المنهج، فهي لن تكون غير ذلك البتَّة. إذا ترك الغرب ومن سار خلفه إيران تمارس هذا الدور الشرس في سياساتها الخارجية، فإننا سنذهب ضحية سهلة لـ «الفوضى الخلاقة» التي خلقت بذور الفرقة الطائفية والنعرة المذهبية وسياسة فرض الأمر الواقع على الدول التي تريد وتسعى جاهدة لنأي نفسها عن هذا الوضع الكارثي والمزري من أجل الحفاظ على بقية الخير في هذه الأمة الخيرة منذ الخليقة. لن يوقف إيران عند حدها، وتلزم دارها، وتراجع سياساتها الحارقة للأخضر واليابس، إلا موقف دولي وعربي موحد ورسالة سياسية حاسمة وواضحة لا تقل قوة عن عاصفة الحزم سياسياً ودبلوماسياً باليمن بأي وجه.