يخطئ من يعتقد بأن الازمة السعودية الايرانية هي وليدة اللحظة وبأن إعدام السعودية لرجل الدين الشيعي نمر النمر هو السبب الرئيسي في توتر العلاقات بين البلدين والتي وصلت الى قطع العلاقات الديبلوماسية من الجانب السعودي بعد الاعتداء الايراني على سفارتها في طهران احتجاجا على عملية الاعدام ذلك ان الصراع السعودي الايراني ضارب في التاريخ ومتطور حسب التقلبات التي تشهدها المنطقة في كل فترة.
وفي مقال نشره على موقع بي بي سي يرى فرانك غاردنر مراسل بي بي سي أن الازمة الاخيرة مفتعلة من الجانب الايراني ذلك ان السعودية اعدمت 46 سنيا ولم يحظى سوى اسم واحد بكل هذا الاهتمام وهو رجل الدين الشيعي نمر النمر الذي رأت فيه ايران عاملا جديدا يمكنها الاعتماد عليه في الضغط على السعودية امام الرأي العام العالمي واظهارها على أنها من تبادر بافتعال الازمات رغم ان عملية الاعدام شأن سعودي بحت.
وعن تاريخ الصراع السعودي الايراني يقول غاردنر أن جذور الصراع الثنائي يعود الى السنوات الاولى للفتوحات الاسلامية اين هزمت الجيوش الاسلامية الفرس لينشب منذ ذلك الحين عداء كبير بين الدول العربية وخاصة دول الخليج العربي وايران التي اصبحت تمثل الطائفة الشيعية وترى نفسها في صراع مصيري مع الدول ذات المرجعية السنية صراع وعداء يرى غاردنر بأنه زال نسبيا مع تولي الشاه مقاليد الحكم في ايران لكنه عاد ليتأجج من جديد مع الثورة الايرانية عام 1979 حيث برز تنافس شديد بين البلدين حول الاحقية في قيادة وتزعم المنطقة ايران .
بعد الثورة حاولت ايران البحث عن نفوذ جديد لها في المنطقة وهو ما كان لها بالفعل حيث يضم الحلف الايراني حاليا حزب الله في لبنان وبشار الاسد في سوريا ومليشيات شيعية في العراق حلفاء يرى السعوديون والدول الخليجية الاخرى بأنهم بيادق ايران التي تحاول تحريكهم في كل مرة للتدخل في الشؤون العربية.
انتهاج ايران لسياسة التدخل في الشؤون الداخلية العربية تواصل مع كل من تولى زمام الامور في ايران من خاتمي خاصة احمدي نجاد فكانت ايران حاضرة بقوة في الازمة اليمنية والبحرينية والسورية.
وقبل أسبوعين فقط كان هناك حديث عن إمكانية تسوية الخلافات بين السعودية وإيران عبر التفاوض في محادثات السلام الخاصة بسوريا، وقد يضع إبرام صفقة كبرى بين الجانبين نهاية للحرب الأهلية المروعة في سوريا في نهاية المطاف. ومن الممكن هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية كعدو مشترك، ويمكن للسعودية وإيران إنهاء دعمهما العسكري للأطراف المتنافسة في سوريا.وبالرغم من احتمال تحقيق هذه الأهداف، فإن فرص تحقيقها قد انحسرت بالتأكيد على المدى المنظور.