2015-10-10 

دار جداول تنشر أخطر دراسة عن واقع التعليم العالي في السعودية

الحياة

صدر عن دار جداول للنشر والترجمة في بيروت كتاب «التعليم العالي في السعودية: تقليدية يعززها ولع بالتكنولوجيا والأعمال». يُعد الكتاب الجديد هو الأقوى الذي يتناول واقع التعليم العالي في السعودية، بعنوان وقام بتأليفه الدكتور نعيمان عثمان. ويجمع المنهج بين التجربة الشخصية والدراسة المتجردة، ويتناول الكتاب قضايا التعليم العالي الأساسية، وأهدافه المتنوعة والتحولات العظمى فيه . ويبرز الكتاب أدوار تأثير اليونان القديمة والإمبراطورية الرومانية وأوروبا القرون الوسطى، وما تلا ذلك في البدايات الحديثة للجامعات في القرن الـ19 والقرن الـ20 في أوروبا وأميركا، ويتطرق لأهمية المدارس الإسلامية ومناهجها في تكوين الكليات الغربية. يعتُبر التعليم العالي الأميركي في العهد الحديث هو المعيار الذهبي، وهو ما دفع من ناحية تسخيره أحياناً لمدّ النفوذ الديبلوماسي والسياسي والاقتصادي الأميركي عبر العالم، ومن ناحية أخرى مطالبة دول عدة لاستيراد نموذجه أو نموذج مُتخيّل له، وهذا أدى إلى مزيد من الامتثال لاتباع قيمه وأساليب تقويمه. تُشكّل كليات الفنون الليبرالية بالنسبة إلى أميركا نموذجها للتعليم العالي، ويتعرض تصدير هذا النموذج واستيراده لنقاش حاد، استناداً إلى قيمها رفضت هذه الكليات عبر تاريخها الطويل التخصصات المهنية والحرفية، مثل الطب والقانون والهندسة والأعمال، المجالات التي تحظى الآن بالمنزلة الأسمى. في نهاية سبعينات القرن و يستهل الفصل الرابع عن الفنون الليبرالية بمقابلة صحافية مع صالح العذل وكيل جامعة الملك سعود السابق، يتساءل فيها عن جدوى دراسته للأدب الإنكليزي ضمن برنامج تخصصه في الهندسة أيام دراسته في أميركا، ويبدي عدم استساغته للكوميديا والتراجيديا والشعر الحر. ويقابل الفصل هذا الرأي بتقرير حديث لجامعة هارفرد يؤكد أهمية الفنون الليبرالية أو الحرة في التعليم الجامعي، فهي «تعلّمنا كيف نصف تجاربنا ونقيّمها، وكيف نتصور قدرتها على إجراء تحول مُحرِّر». يقارن التقرير بين تجربة المهندس والفنان في «تخيل إعادة صياغة العالم»، لم يكن بالإمكان للهندسة أو الأعمال أن تنتقل من بداياتها المتواضعة وتكون جزءاً من التعليم العالي إلا بإدراجها الفنون الليبرالية ضمن برامجها الجامعية، وتتحول في معظمها إلى دراسات عليا، على رغم تخلف البرامج الهندسة عن الانتقال في درجتها الأساسية إلى مستوى الدراسات العليا، حتى الخطوات الأخيرة في هذا الاتجاه في أميركا. وتعد جداول للنشر ، دار نشر تملكها شركة جداول ش.م.م. (شركة لبنانية محدودة المسؤولية) مقرها بيروت – لبنـان. باشرت أعمالها في أكتوبر 2010 صدر عنها أول كتاب بعنوان " :الدين والهوية "للسيد ولد أباه، الباحث والأكاديمي الموريتاني المعروف، وبلغ مجموع منشوراتها حتى 2014 (240) عنوانًا لمفكرين ومثقفين وباحثين عرب، وآخرين من إيران والهند وتركيا وأوروبا وأميركا. تعمل جداول، ضمن خطة طويلة المدى، عدد من الفلاسفة والمفكرين والمثقفين العرب. واستطاعت جداول كسب ثقة الناشر الغربي الذي كثيرًا ما يتردّد بمنح الحقوق لدار نشر ناشئة،وقد بلغت الكتب المعرّبة (37) كتابًا، إضافة إلى 18 عنوانًا قيد الترجمة، من لغات: إنكليزية وفرنسية وألمانية وتركية وفارسية. وتعمل جداول على أن تمثل الترجمة ما نسبته 25% من منشوراتها في الأعوام القادمة.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه