الرياض - البرنامج الوثائقي الذي قدمته قناة العربية مؤخرا وكان عنوانه (كيف واجهت السعودية القاعدة) والذي جاء في ثلاث حلقات وعلى مدى ثلاث ساعات.. هذا البرنامج قدم معلومات وحقائق ووثائق مكتوبة ومصورة منها لأول مرة يتم عرضه على المشاهدين.. ولأهمية هذا البرنامج فقد حظي بمتابعة دقيقة من المشاهدين في داخل وخارج المملكة وظل حديث المجتمع في كل المنتديات حيث قدم معلومات كانت مجهولة لفئة كبيرة من المجتمع وكشفت عن الوجه الحقيقي لأهداف هؤلاء الإرهابيين.
هذا الجهد الإعلامي الأمني يمكن القول انه قدم جزءا صغيراً من كم كبير من الحقائق وهو جهد مقدر ومناسب جداً للعرض من حيث الفكرة ومن حيث المضمون والتوقيت ومن حيث المعلومة والمحتوى الكتابي والتصويري. ولكن مؤكد أن هناك بعض الملاحظات الطبيعية والاقتراحات على مثل هذا الجهد الإعلامي الأمني الذي لا يقلل إطلاقا من حجم الجهد الذي بذل فيه بالإمكان تداركها مستقبلا في سبيل دعم وتعزيز أي عمل مماثل خاصة في ظل تطور القدرات الأمنية والإعلامية والتقنية في هذا العصر من كافة الجوانب.. من أهم هذه الملاحظات مايلي:
أولاً: كان من المناسب أن يكون عنوان البرنامج (كيف واجهت السعودية الإرهاب) فالقاعدة وعناصرها وكل من يقف معهم ويدعمهم هم جميعاً "أصغر" من مواجهة دولة ومجتمع كالمملكة العربية السعودية ولذلك فمن غير المناسب وضع "القاعدة" وهي المنظمة الإرهابية "التي صنعت مؤقتا" في مقارنة مع المملكة العربية السعودية مهما كان نوع وعدد ونتائج وآثار كل تلك العمليات الإرهابية التي نفذتها المنظمة الارهابية في حق المملكة وفي حق المجتمع السعودي من مواطنين ومقيمين.
لذلك كان من المناسب أن تستبدل كلمة "القاعدة" في العنوان بكلمة "الإرهاب" فالقاعدة تنظيم وقتي وجزء من مكونات إرهاب عالمي منظم يمثله اليوم كل من (تنظيم القاعدة - تنظيم القاعدة في جزيرة العرب - تنظيم القاعدة في اليمن - تنظيم القاعدة في العراق - داعش - جبهة النصرة - حزب الله، جماعة الإخوان المسلمين ، جماعة الحوثي
..
وهذه التنظيمات وفق البيان الذي أصدرته وزارة الداخلية بتاريخ 7 / 3 / 2014 م (عدد صحيفة الرياض رقم 16693) هذه الجماعات ومن معها من دول ومن منظمات ومن شخصيات تدعم وتنفذ كل هذه العمليات الإرهابية في كثير من الدول وتعمل على إثارة الفتن لأهداف سياسية ومذهبية وحزبية بغيضة.
ثانياً: البرنامج واضح أنه تم تسجيله منذ سنوات ولكن تأخر عرضه لأسباب ومبررات مختلفة ومقدرة، لكن كان من المناسب قبل عرضه مؤخراً أن يتم تحديث بعض المعلومات الواردة في سياق البرنامج وخاصة فيما يتعلق برتب ومهام وأعمال الشخصيات الأمنية المشاركة في البرنامج بما يتوافق مع رتبها ومهامها الحالية أو على الأقل التنويه عن ذلك خلال العرض لاسيما أن التقنية الفنية والإعلامية الحديثة المتاحة في هذا العصر تسهل وتساعد على تلافي مثل هذه الملاحظات. ثالثاً: البرنامج رائع ومفيد ويحتاج إلى إذاعته بعدة لغات أجنبية والعمل على عرض ولو شيئا من الاختصار في أكبر عدد ممكن من القنوات العالمية وخاصة الغربية وخاصة اكثر الاميركية والبريطانية.
رابعاً: في جانب المواجهة مع هذا الإرهاب كان هناك دور مؤثر ومهم جداً وهو الوحدة الاجتماعية التي ساهمت بتوفيق الله ثم بحسن قيادة هذا الوطن في مواجهة هذا الإرهاب وهذا الفكر حيث كان الدور الاجتماعي في هذه المواجهة دورا مؤثرا وعظيما جداً قدم من خلالها المواطنون والمقيمون وحدة مثالية في وجه كل تلك العمليات الإرهابية، وكانت وحدة نابعة من كون هذا المجتمع ينعم ولله الحمد بخصال إسلامية واجتماعية. حفظ الله هذه البلاد وقادتها وشعبها وأدام عليها نعمة الإسلام والوحدة والتلاحم والألفة والأمن والاستقرار والرخاء..