تتواصل المجهودات الدولية في مؤتمر المانحين لسوريا لجمع أكبر قيمة ممكنة من الأموال لوقف الأزمة الإنسانية في سوريا. وموزاة مع ذلك تتواصل الأزمة الإنسانية للمحاصرين في سوريا واللاجئين السوريين في أوروبا في مشهد يؤكد الملاحظون بأنه أسوء المآسي الإنسانية بعد الحرب العالمية الثانية.
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن كل الأطراف المعنية عليها مسؤولية الاتفاق على وقف إطلاق النار في سوريا لكن نظام الرئيس السوري بشار الأسد هو المسؤول الأول عن ذلك. وفي وقت سابق قالت ميركل في بداية مؤتمر للمانحين بشأن سوريا في العاصمة البريطانية لندن إن ألمانيا تعهدت بتقديم 2.3 مليار يورو (2.57 مليار دولار) في صورة مساعدات لسوريا بحلول عام 2018 بينها 1.1 مليار يورو هذا العام.
ياتي ذلك في نفس الوقت الذي تعهدت فيه الحكومة البريطانية بتقديم مساعدات إنسانية للمتضررين من النزاع السوري داخل سوريا وفي الدول المجاورة بقيمة 1,74 مليار دولار بين العامين 2016 و2020، ما قد يمكن من ضبط أزمة الهجرة التي أصبحت تثقل كاهل الدول المضيفة من الشرق الأوسط وأوروبا. ويأتي هذا الإعلان بينما يحاول قادة دول من العالم أجمع الخميس في لندن جمع تسعة مليارات دولار من أجل مساعدة 18 مليون سوريا متضررين من الحرب بهدف ضبط أزمة لجوء تثقل كاهل الدول المضيفة من الشرق الأوسط إلى أوروبا.
ميدانيا أحصى "المرصد السوري لحقوق الإنسان" الذي يستند إلى شبكة واسعة من المندوبين والمصادر في سوريا، مقتل أكثر من 76 ألف مدني في النزاع الذي بدأ بقمع عنيف لتظاهرات سلمية ضد نظام الرئيس بشار الاسد وتحول إلى حرب متعددة الأطراف تتدخل فيها قوى إقليمية ودولية.
ودفعت الحرب أيضاً حوالي 4.7 مليون شخص إلى الفرار من البلاد. وقالت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة في تموز/يوليو 2015 "إنه أكبر عدد لاجئين بسبب نزاع واحد خلال جيل".
من جهتها أكدت تركيا على لسان رئيس وزرائها أحمد داود أوغلو أن ما بين 60 و70 ألف سوري يتحركون باتجاه الحدود مع تركيا قادمين من مدينة حلب السورية بسبب اشتداد القصف الجوي. وأضاف في مؤتمر للمانحين في لندن أن "عشرات الآلاف من اللاجئين الجدد ينتظرون أمام بوابة كلس بسبب القصف الجوي والهجمات على حلب" مستشهدا بمعلومات جديدة تلقاها وهو في طريقه الى لندن.
وتأمل الأمم المتحدة جمع 9 مليارات دولار في مؤتمر دولي لمانحي سوريا ودول المنطقة، مبلغ سيخصص .للعمليات الإنسانية في هذه المنطقة