2016-02-25 

حزب الله يزرع لبنان ناراً وباروداً

عبد الرحمن بن عبد العزيز آل الشيخ

الرياض - بحبك يا لبنان يا وطني ....سألوني شو صاير ببلد العيد..مزروعة عالداير نار وبواريد.

هذا هو صوت فيروز الذي صدح بهذه الكلمات الرائعة قبل أكثر من ثلاثين عاماً.. اليوم كأن صوت فيروز يعود من جديد في نفس الظروف والأحداث. فمن يتمعن في حال لبنان الشقيق اليوم مؤكد أنه يدرك أن حزب الله وأعوانه الفرس يجرون لبنان الشقيق نحو مصير مجهول لا يقل سوءاً وخطراً عن تلك السنوات التي عاش اللبنانيون خلالها حرباً أهلية طاحنة زرعت كل أرجاء لبنان ناراً وباروداً كما غنت بذلك مطربة العرب الرائعة الحزينة فيروز .. نعم فيروز مطربة العرب وليست مطربة الفرس..

 

في ظل الأجواء الراهنة التي تخيم على لبنان على كل الأشقاء اللبنانيين أن يدركوا أن علاقة الشعب السعودي خاصةً والشعب الخليجي عامةً بالشعب اللبناني علاقة مختلفة جداً عن غيرها من العلاقات مع الشعوب الأخرى. وظلت هذه العلاقة في تنام مستمر من الاحترام والثقة المتبادلة على مدى سنوات طويلة جداً وستبقى كذلك إن شاء الله.

 

وفي الشأن اللبناني الداخلي كانت علاقة السعوديين والخليجيين بالشعب اللبناني علاقة بناء وإعمار وسياحة واستثمار في شتى المجالات بدرجات ليس لها مثيل مع بقية شعوب الدول الأخرى .. هذه حقيقة يدركها الشعب اللبناني تلقائياً من خلال مراجعة لحالة العجاف السياحي والاقتصادي التي تخيم على لبنان في الوقت الراهن ومقارنتها بسنوات الرخاء السياحي والاقتصادي والعمراني التي سبقت مقتل الرئيس رفيق الحريري وهي الجريمة التي نفذها حزب الله بتدبير من إيران وبشار الأسد لأهداف مذهبية وسياسية .. هذه الحادثة التي حولت لبنان من بلد أمن واستقرار واطمئنان وجذب للسياحة والفن والترفيه والنشر والإعلام والموضة والزراعة والطب والصناعة إلى ميدان خصب للفتن والصراع والقتال والاغتيالات والمظاهرات والاعتصامات وصناعة المؤامرات ضد الإنسانية وضد الشعب اللبناني نفسه وضد الدول والشعوب الأخرى ومركز لتصدير الطائفية والكراهية..

 

ومن المؤكد أن جميع الإخوة اللبنانيين يتحسرون الآن على تلك السنوات مقارنةً بحالة الكساد والخوف والذعر الراهنة التي تسود لبنان بسبب صنيعة حزب الله وإيران في هذا البلد.

 

اليوم على الإخوة اللبنانيين المخلصين (للبنانيتهم ولعروبتهم) ان يدركوا ان الأزمة ألراهنة مع المملكة العربية السعودية تمثل جزءا من مخرجات مخطط هدفه إلقاء لبنان دولة وشعباً وعروبة في أحضان الفارسية الإيرانية لذلك فإن عليهم أن يتذكروا أن في المملكة العربية السعودية يقيم أكثر من (400) ألف لبناني يعملون في الكثير من المهن المختلفة والتي غالباً ما تكون مهنا راقية، يعملون ويقيمون بأسرهم في أمن واستقرار ورخاء، وبكل احترام تام.. هؤلاء الإخوة اللبنانيين المقيمين في المملكة تمثل تحويلاتهم من المملكة اكثر من 50% من تحويلات جميع المغتربين اللبنانيين في كل دول العالم، وهذه التحويلات في النهاية تمثل حصيلة ايجابية للبنان ككل فماذا قدمت إيران للشعب الإيراني؟ لكن الأهم الذي يجب أن يدركه كل الإخوة اللبنانيين انه لا يوجد في إيران أي لبناني يعمل فماذا يعني هذا؟

 

الأزمة مع لبنان الآن ليست أزمة سعودية - لبنانية بقدر ما هي أزمة لبنانية -لبنانية وعلى الإخوة الحكماء والعقلاء في لبنان الشقيق مواطنين ورجال أعمال وساسة ونوابا وغيرهم أن يدركوا مصلحة لبنان قبل مصلحة المملكة أو دول الخليج العربي .. ويجب أن يكونوا على قدر المسؤولية لبلدهم وما يحاك بوطنهم من قبل حزب الله الذي صنع دولة فارسية وجيشا وامنا داخل دولتهم بكل جبروت وبكل أشكال وصور التحدي ومن خلال مشروعات الاغتيالات والقتل والدمار والفوضى وتهجير الشعب اللبناني لفتح المجال للهيمنة الفارسية على لبنان .

 

أيها الإخوة اللبنانيون الحكماء تذكروا جيداً تلك الحرب الأهلية الطاحنة التي حلت ببلدكم الجميل، والدور الناجح السياسي الجبار الذي قامت به المملكة العربية السعودية في إيقاف تلك الحرب من خلال مؤتمر الطائف في عام 1989م ذلك المؤتمر الذي أضاء شمعة لبنان من جديد وأعاد إليه وجهه الجميل العمراني والاقتصادي والسياسي والفني ..

 

الآن القرار الوحيد في يد الأشقاء اللبنانيين أنفسهم فهم خير من يدرك حقيقة مصلحتهم وعليهم التحرر من سيطرة حزب الله الفارسي على لبنان وهم ولله الحمد يملكون الكثير من المقومات التي تساعدهم على إنقاذ وطنهم من حرب أهلية قادمة يعد عدتها حزب الله وأعوانه الفرس بكل إتقان.

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه