تواصل الحكومة اللبنانية سياسة الهروب الى الامام فرغم تعليق السعودية مساعداتها العسكرية لها و تحذيرات الدول الخليجية لرعاياها بعدم السفر الى لبنان و مطالبته بمزيد من الحزم في التعامل مع مليشيات حزب الله الذي يبث الفوضى والتوتر في شتى ارجاء المنطقة. لاتزال الحكومة اللبنانية تصم اذنها رغم ان الامر كلفها غاليا حتى الان. وامام هذا الوضع وجدت دول مجلس التعاون الخليجي نفسها مجبرة على التعامل مباشرة مع هذه المليشيات وجيوبها في المنطقة .
ولان الديبلوماسية تقتضي دائما تقديم لغة السلم والحوار على لغة الحرب. حذرت السعودية في الاسابيع الفارطة الحكومة اللبنانية من تساهلها مع مليشيات حزب الله اللبناني المنتشرة في اكثر من ساحة نزاع في منطقة الشرق الاوسط وطالبتها بمزيد الحزم في التعامل مع تدخلها في قضايا لا تخص لبنان. ولأنه لا مجال للشك اليوم بان القرار السياسي اللبناني مرتهن اشد الارتهان الى النفوذ الايراني ونظام الملالي اخذت الدول الخليجية وفي مقدمتها السعودية على عاتقها هذه المسالة حيث قررت المجلس "اعتبار جماعة حزب الله اللبنانية "منظمة إرهابية".
وجاء في هذا القرار الذي نقلته وكالة رويترز من موقع المجلس ان الدول مجلس التعاون الخليجي "قررت اعتبار ميليشيات حزب الله -بكافة قادتها وفصائلها والتنظيمات التابعة لها والمنبثقة عنها- منظمة إرهابية." وفي البيان المنشور قال الأمين العام للمجلس عبد اللطيف بن راشد الزياني "دول المجلس اتخذت هذا القرار جراء استمرار الأعمال العدائية التي يقوم بها عناصر تلك الميليشيات لتجنيد شباب دول المجلس للقيام بالأعمال الإرهابية وتهريب الأسلحة والمتفجرات وإثارة الفتن والتحريض على الفوضى والعنف في انتهاك صارخ لسيادتها وأمنها واستقرارها."
يذكر ان السعودية كانت قد علقت الشهر الماضي مساعدات بقيمة ثلاثة مليارات دولار للجيش اللبناني بعد امتناع حكومة لبنان عن التنديد بالهجوم على بعثتين دبلوماسيتين سعوديتين في إيران.
وتتهم السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي ميليشيات حزب الله ببث الفوضى في سوريا واليمن اضافة الى محاولة التدخل في عدد من الدول الخليجية على غرار البحرين. ويذكر ان المملكة العربية السعودية كانت قد نشرت في الاسابيع الفارطة قائمة اسمية بهويات اشخاص ومؤسسات تتهمها بالعمالة لها التنظيم وحذرت رعاياها من التعامل معه.
ويذكر ايضا ان وزارة العدل الامريكية كانت ايضا قد تمكنت بالتنسيق مع عدد من الدول الاوروبية من الاطاحة بعدد من قيادات حزب الله اللبناني المتورطين في تجارة المخدرات والتي كشفت التحقيقات بان عائداتها تستثمر في تمويل الحرب الايرانية في سوريا واليمن. واما هذا الوضع يتساءل مراقبون الى أي مدى سيضحي لبنان بعلاقاته مع دول الجوار ومحيطه العربي لقاء ارتهان قراره السياسي بالنفوذ الايراني. والى أي مدى سيتمكن لبنان من الصمود امام الوضعية الحرجة التي وضع نفسه فيها والذي كان بالامكان تفادي حصولها بلجم ميليشيات الحزب عن التدخل في صراعات اقليمية.