2016-03-04 

اللاجئون السوريون: سلاح بوتين والاسد لابتزاز وتركيع أوروبا

من واشنطن خالد الطارف

 

وان كانت المعطيات على ارض المعركة في سوريا تشير الى هدوء نسبي بعد ايام من سريان اتفاق وقف اطلاق النار. الا ان أصابع الاتهام لازالت توجه الى روسيا والقوات النظامية بالعمل على إطالة الأزمة السورية وعلى تصديرها الى كافة انحاء العالم  لتكون شبيهة ب"حرب باردة" جديدة.

 

ولا يعد دور الدب الروسي في زيادة التوتر والخسائر البشرية في سوريا العامل الوحيد الذي يدفع المراقبين لتشبيه الأزمة السورية بالحرب الباردة. بل هي السياسة التي يتبعها بوتين ونظام بشار الاسد  في التعاطي مع الراي العام العالمي الذي يرفض ما يفعلانه في سوريا حيث يحاول الجيش الروسي وما تبقى من القوات النظامية السورية تصدير الازمة السورية لتصبح عابرة للقارات بهدف تخفيف الضغط الدولي المسلط عليهما وكذلك لابتزاز الموقف الدولي الرافض للمجزرة الانسانية التي يقومان بها في سوريا.

 

التاكيد ياتي صريحا هذه المرة من القائد الاعلى لقوات حلف شمال الأطلسي الجنرال فيليب بريدلاف الذي اتهم روسيا وبشار الأسد بلعب سلاح اللاجئين السوريين لمحاولة تركيع الرأي العام الدولي  وفرض سياسة الامر الواقع عليه. حيث نقلت صحيفة اتلانتيكو الفرنسية اتهامات قائد قوات حلف شمال الأطلسي لروسيا ونظام بشار الاسد والتي قال فيها " بأن روسيا ونظام الاسد يزيدان في تعقيد الأزمة الإنسانية السورية من خلال زيادة أعداد البراميل المتفجرة والقصف على المناطق الأهلة بالسكان الأبرياء لدفعهم لمغادرة سوريا والاتجاه نحو أوروبا طلبا للأمن واللجوء".

 

وتواجه دول أوروبية عديدة مشاكل كبيرة في التعامل مع الأعداد المتزايدة من اللاجئين السوريين لدرجة أن بعض الدول الأوروبية دقت جرس الإنذار وأكدت أنها لم تعد قادرة على استيعاب أعداد أخرى من المهاجرين والتي يؤكد خبراء اقتصاديون انهم يمثلون عبىء اقتصاديا واجتماعيا كبيرا في هذه الدول.

 

ومن المنتظر ان تعقد يوم الاثنين القادم قمة طارئة في بروكسيل لبحث حلول لازمة اللاجئين السوريين الذين يجتاحون اوروبا. يذكر ان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولند والمستشارة الألمانية إنجيلا ميركل اجتمعا اليوم للتباحث وتدارس حلول جذرية لوقف الأزمة الإنسانية في سوريا ووقف تصدير مزيد من اللاجئين السوريين الى اوروبا.

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه