تكتسي زيارة ولي العهد الأمير محمد بن نايف إلى فرنسا أهمية استثنائية في توقيتها واهدافها، خاصة مع تزامنها مع تطورات سياسية كبيرة، من اتفاق وقف اطلاق النار في سوريا والصراع المتنامي مع ايران وحزب الله، دون اغفال الأزمة السياسية السعودية اللبنانية. تطورات جعلت هذه الزيارة تحظى باهتمام ديبلوماسي واعلامي كبير في فرنسا.
من جهته وصف موقع قناة فرانس 24 باللغة الفرنسية زيارة الامير محمد بن نايف "ببالغة الاهمية " للسعودية وفرنسا. ذلك ان العلاقات بين البلدين ومنذ وصول الرئيس الفرنسي فرنسوا هولند للاليزيه والملك سلمان الى سدة الحكم في المملكة العربية السعودية شهدت تطورا كبيرا وتقاربا ملحوظا حتى أصبحت الرؤية السعودية الفرنسية متطابقة في عدد من القضايا خصوصا في ما يتعلق بما يحصل في سوريا و في اليمن.
اهمية الزيارة كما يقول موقع القناة زاد أكثر بما ان زيارة ولي العهد الامير محمد بن نايف سبقتها زيارة الرئيس الايراني حسن روحاني لباريس بعد رفع العقوبات الاقتصادية عنها وهي زيارة ترى فيها السعودية خطرا على مستقبل علاقاتها مع الاليزيه. الامر الذي فنده الرئيس الفرنسي هولند للأمير محمد بن نايف بعد ان اكد له بان" السعودية تبقى الشريك الاول لفرنسا في المنطقة ". وهو تصريح لا يأتي من فراغ حسب موقع القناة بما ان قيمة التبادلات بين البلدين قد تجاوزت 8 مليارات يورو عام 2014 . وهو الرقم الذي تسعى فرنسا لتعزيزه.
وفي نفس الاتجاه ذهبت صحيفة لوباريزيان التي أكدت أن منح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولند للأمير محمد بن نايف وسام جوقة الشرف لا يأتي من فراغ بل هو تكريم كما تقول الصحيفة من الاليزيه لجهود المملكة العربية السعودية في محاربة ومكافحة الارهاب ودعمها للاستقرار في منطقة الشرق الاوسط.
صحيفة لوموند الفرنسية ذائعة الصيت أكدت ايضا على قيمة واهمية زيارة ولي العهد السعودي الامير محمد بن نايف لفرنسا خاصة من الناحية الاقتصادية والعسكرية خاصة بعد القرار السعودي بوقف المساعدات العسكرية الفرنسية للبنان والتي تمولها المملكة على خلفية الازمة السعودية اللبنانية.
حيث نقلت الصحيفة تعهد وزير الخارجية السعودية عادل الجبير بعدم فسخ العقد والاتفاق مع فرنسا بشان الاسلحة التي اكد الجبير بانها ستحول للجيش السعودي وليس للجيش اللبناني ولن يقع وقف الاتفاق بين السعودية وفرنسا في هذا المجال. قرار تؤكد الصحيفة بأنه يترجم الثقة المتبادلة بين المملكة العربية السعودية وفرنسا وخاصة احترام السعودية لتعهداتها مع الدول.
جانب اخر من المحادثات بين الامير محمد بن نايف والرئيس الفرنسي فرنسوا هولند تطرق الى الازمة السورية واليمنية والى تهديد حزب الله وايران للاستقرار في المنطقة والذي تؤكد صحيفة إيكو الفرنسية بأنه كان فرصة لتعزيز الرؤية المشتركة بين البلدين والتي لا ترى خيارا لحل الازمة السورية سوى رحيل بشار الاسد ولا بديل لاستقرار في المنطقة سوى بمضاعفة الجهود وتنسيق العمل المشترك لمحاربة التنظيمات الارهابية والقضاء عليها.
وهنا تؤكد الصحيفة بان فرنسا على درجة كبيرة من الوعي بأن المملكة رائدة في هذه المسالة وبانها لا تدخر جهدا في دعم الجهود الدولية لقطع دابر الارهاب.