نعم أنها كذلك، وأنها أن لم تك كذلك فأنها أيضا كذلك " كلام فارغ "، فمنذ انطلاق الثورة الأيرانية ماقبل 35 عاما ونحن نرى ونشاهد ملاليها بعمائمهم المستديرة، وبتسلسلهم الزمني، وهمّ يمتطون المنصات والمنابر، ويطلقون صيحاتهم وصرخاتهم ضد دول الخليج, فكما يقول المثل هذا الكلام عبارة عن "زوبعه في فنجال". من أكثر مايثير الضحك والسخرية والتندر، حينما تجد تلك الحالة التهويلية من قبل "بعض" المحللين السياسيين من تضخيم الدور الأيراني، وكأنها إخطبوط يمد أطرافه الملتوية على كل المنطقة بحالة التأهب لأفتراسها وألتهامها. إيران دوله أجبن مما يتصور البعض، وليس لديها أي مشروع أورؤية أستيراتيجية أو تطلعات مستقبلية كما يتوهموا، فكل مايكتبه المحللين ويدبجون له المقدمات الطويلة بإجترار التاريخ الفارسي والترويع والتخويف وتبيان مدى قوته وصلابه البعبع الفارسي وجعلة فولاذيآ ليس سوى كلام على ورق، كما هو حال حرسها الثوري الورقي الذي أهلكه ثلة من الجيش العراقي من أثر تدافعات الموجات البشرية في حرب الفاو. فالحالة الأيرانية أشبه بحائط ضخم مبني من الطين، وبرشة ماء يتهاوى هذا الحائط الضخم ويصبح طينآ ليّنآ، فالدولة القوية لا تهاب ولا تكل ولا تمل ولا تعلب بطاقية الأخفاء والتستر ونظريات الدسائس، وتكون مباشرة وواضحة في مواقفها ولاتخشى من شي، وجريئة ومقدمة وليس باعتمادها على المؤامرات والتحريض والتثوير والطوابير الخامسة. إيران عبارة عن دولة نزقه غثيثة مزعجة، كالطالب الضخم البغيض في مدرسة ابتدائية، تأخذه العزة والطاووسية بجسده الضخم، وباستعراض عضلاته الرخوة أمام الطلبة ممن يختلفون عنه في البنيان الجسماني، ولكن كما في إستيراتيجية "المضاربات" فالأضخم جسما من السهل السيطرة والقضاء عليه، بمجرد أن تطرحه أرضآ تقضى علي جبروته وعنفوانه وجسمانيته الرخوه!