تعكس مناورات رعد الشمال الثقل الإقليمي الذي تمثله السعودية في المنطقة، بعد جمعها نحو ربع مليون جندي من قوات دول التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب على أراضيها، في رسالة حول جديّة الرياض في إعادة التموضع في الشرق الأوسط.
و اختتمت اليوم في مدينة" الملك خالد العسكرية" بمدينة حفر الباطن السعودية مناورات "رعد الشمال"، واشرف على الاحتفال الختامي للمناورات الملك سلطان بن عبد العزيز بمشاركة قادة الدول العربية والاسلامية المشاركة في هذه التمارين.
ووصفت وكالة الانباء الفرنسية "مناورات رعد الشمال" بأنها الاكبر في العالم من حيث الدول المشاركة فيها والعتاد العسكري المستعمل وكذلك من حيث المساحة التي اقيمت فيها المناورات كما شهدت المناورات مشاركة قوات برية وبحرية وجوية بهدف " التنسيق المشترك والتدرب على مواجهة قوات غير نظامية وجماعات ارهابية."كما تؤكد وكالة الانباء الفرنسية.
وشهدت العرض الختامي حضور ديبلوماسي وعسكريا رفيع المستوى حيث شارك فيه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وامير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح وامير قطر تميم بن حمد آل ثاني اضافة رؤوساء البلدان المشاركة في هذه المناورات وعدد من المسؤولين العسكريين والسياسين من البلدان المشاركة في هذه المناورات.
وتتزامن هذه المناورات الضخمة مع تنامي الدور السعودي في المنطقة الذي يهدف الى دعم المعارضة السورية على الاطاحة بنظام بشار الاسد المسؤول عن مأساة الشعب السوري ومساعدة الحكومة الشرعية اليمنية على بسط نفوذها على كامل اليمن ودحر الحوثيين المدعومين من ايران من المناطق التي يسيطرون عليها نظرا لما يمثلونه من خطر على الانتقال الديمقراطي في اليمن وعلى الامن اليمني والامن الخليجي والعربي عامة. ناهيك عن الدور الاقليمي الكبير للسعودية والذي تبحث عن تعزيزه كحامية للاستقرار في منطقة الشرق الاوسط من خلال دعم الجهود الدولية لمكافحة الارهاب والتي تتجلى في انخراط السعودية في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش وفي استعدادها لارسال قوات برية الى سوريا لتطهيرها من الارهاب وخاصة من خلال التحالف العربي الذي تقوده لمحاربة الارهاب والتنظيمات الارهابية. في ذات الوقت الذي تشهد فيه العلاقات السعودية الايرانية توترا كبيرا بسبب تداخل المصالح والاهداف في عدد من مناطق الصراع على غرار سوريا واليمن ولبنان. وهو تزامن تفند المملكة العربية السعودية ان يكون الهدف منه استهداف ايران وهو ما اكده المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي العميد الركن احمد عسيري لوكالة الانباء السعودية" ان المناورات تركز على مواجهة التهديد "الارهابي"، وانها لا تستهدف ايران".
وتضمن العرض الختامي لمناورات رعد الشمال مشاركة طائرات مقاتلة ومروحيات هجومية ودبابات ومدرعات، معركة افتراضية دامت قراب الساعتين. كما شمال تدريبا للقوات المشتركة على كيفية التعامل مع الجماعات الارهابية القوات غير النظامية، بالاضافة الى وفي نفس الوقت " التدرب على نمط العمليات التقليدية الى ما يسمى بالعمليات منخفضة الشدة".