الرياض - القوة والهيبة مطلب كبير وأمنية للفرد وللمجتمع وللدول في كل الأمور وفي كل شؤون الحياة.. فكيف إذا برزت هذه القوة وهذه الهيبة في الجوانب العسكرية والحربية.. وتزداد جمالية وروعة هذه القوة وهذه الهيبة أكثر وأكثر إذا حضرت لحماية الدين والوطن.
اليوم نحن في هذا الوطن جزء لا يتجزأ من العالم الإسلامي ونفتخر ولله الحمد بأن هذا الوطن هو قبلة المسلمين وهو حام وخادم للحرمين الشريفين ملكاً وشعباً ونحن جزء لا يتجزأ من العالم العربي الذي ينطق بلغة القرآن الكريم.. لذلك فإننا في هذا الوطن وفي هذا المجتمع الإسلامي والعربي نواجه اليوم بما يمكن تسميته بحرب خفية وجادة تحمل أطماعا مختلفة لا حدود لها هدفها الأول عقيدة هذا الوطن وكل مكتسبات الوطن العربي دولة دولة ومجتمعا مجتمعا وتستهدف إزالة الهوية الإسلامية والهوية العربية وتهيئة المنطقة ككل لفرض هيمنة فارسية.
لذلك كان لزاماً علينا في هذا الوطن التعاون مع الإخوة والإشقاء العرب والمسلمين المخلصين الصادقين، وأن نهيئ أنفسنا لمواجهة هذه الأطماع وهذه الحرب وهذا الخطر بالقوة التي منحها الله لنا مستمدين هذه العزيمة وهذه القوة أولاً وقبل كل شي من الله العزيز القدير ثم بما لدينا من إمكانات وقدرات عسكرية وحربية.. وأن يكون عملنا في هذا الاستعداد انطلاقا من قول الله عز وجل "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا" ومن قوله تعالى "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم".
من هذا المنطلق الإسلامي.. ومن هذا الأمر الإلهي ومن هذه الغاية ومن هذا الاستعداد جاءت مناورة "رعد الشمال" التي نفذت باقتدار وبنجاح كبير على أرض هذا الوطن وفي منطقة الحدود الشمالية.. والتي رعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله مناورتها الختامية يوم امس الخميس بنجاح مشرف ولله الحمد، هذه المناورة التي حضرت في كل خطواتها وفي جميع مراحلها كلّ معاني الوحدة الإسلامية وتجسدت في كل لحظاتها أبلغ مجالات التعاون الإسلامي في مواجهة هذا الخطر الذي يلوح في الأفق العربي.. هذه المناورة التي أثبتت في الزمن الصعب أن الوحدة الإسلامية - العربية كانت ولله الحمد قريبة وحاضرة في وقت الشدة إذا وصلت الأمور إلى المساس بالوحدة الإسلامية والعربية وتطاولت على أسس العقيدة الإسلامية المثالية.
إن مناورة "رعد الشمال" ليست مجرد مناورة بل هي عدة مناورات في مناورة واحدة تحمل رسائل صادقة وصريحة وحاسمة لأصحاب الأطماع الفارسية الذين اعتقدوا خطأ أن استمرارهم في نهجهم العدواني لاحدود ولانهاية له لكنهم يجهلون أن عزيمة القادة سهلة الحضور وسريعة الحسم عند المساس بحرمة الدين وحدود الأوطان.. لذلك كان تواجد أكثر من مئتي ألف رجل يمثلون عشرين دولة إسلامية وعربية قراراً يؤكد عزيمة أولئك القادة الصادقين المخلصين لدينهم ولوطنيتهم.. فتحقق الفخر وتعالت العزة في نفوس كل أبناء الشعوب الإسلامية والعربية وهم يرون هذه المناورة التي قدمت صورة خالدة من صور جيوش الفتوحات الإسلامية المثالية تعود اليوم بكل هيبتها وعزتها وبأسلوب يساير عصر التطور ودرجة التهديد والخطر.
فشكراً للقادة المسلمين والعرب المخلصين على هذا القرار وشكراً لكافة أبناء القوات الإسلامية والعربية المشاركة في هذه المناورة وهنيئاً لنا بهذه الجيوش وهنيئاً لنا بحضور القرار والوحدة والتآلف نحو هدف واحد فمناورة رعد الشمال أكدت المعنى الحقيقي للاعتصام الإسلامي الذي أمرنا به الله سبحانه وتعالى ونسأل الله أن يديم هذه الوحدة وهذا الاعتصام، وأن ينصر جيوش الحق في جهادهم الإسلامي حماة للدين وللأوطان.