تواصل ايران سياستها الخارجية الرامية الى تقويض الامن العربي من خلال التدخل في السياسة الداخلية لعدد من الدول العربية السنية ونشر ميليشياتها في هذه البلدان .سياسة يجمع مراقبون بانها تساهم في زيادة التوتر في منطقة الشرق الأوسط وتنبأ بتازم الصراع العربي الايراني وبتوازنات جديدة في المنطقة وفق ماتؤكده تقارير أمريكية.
سياسة يؤكدها فيليب سميث الباحث في جامعة ماريلاند، ورئيس تحرير المدونة موكب «حزب الله»، ومؤلف تقرير معهد واشنطن الجهاد الشيعي في سوريا وآثاره الإقليمية من خلال مقال تحليلي يكشف فيه استغلال ايران للحرب الدائرة رحاها في سوريا لتأسيس ميليشيات موالية لها في الفكر العقائدي والتنظيم العسكري. سياسة ايران التوسعية كما يكشف الباحث الامريكي تهدف الى تكوين فرع ونسخة سورية لحزب الله على غرار مثيلاتها في لبنان والعراق. البداية دائما وفق التقرير الامريكي كانت بتأسيس لواء أبو الفضل العباس الجماعة الشيعية المقاتلة على الاراضي السورية بالوكالة عن ايران والتي نجحت في استقطاب اعداد كبيرة من السوريين الشيعة من شيعة الاثني عشرية وتجنيدهم في فصائل مقاتلة استعداد لتحويلها في ما بعد الى كتائب تابعة لحزب الله في نسخته السورية. ويضيف نفس التقرير أنّ وكلاء إيران اللبنانيين والعراقيين الشيعة ساهموا منذ أواخر عام 2012 في تحويل ميليشيات شيعة الإثنى عشرية السورية إلى نسخ من «حزب الله» اللبناني، وتبني جميعها إيديولوجية إيران المتمسكة بولاية الفقيه(عقيدة تمنح المرشد الأعلى سلطته).
وقد استطاعت ايران طوال سنوات الحرب في سوريا من تكوين عشرات الميليشيات العسكرية مثل لواء ذو الفقار ولواء الإمام الحسين في مدينة درعا الجنوبية وفي شمال دمشق وقوات الإمام الرضا المتمركزة في حمص و لواء الإمام حسين ولواء أسد الله الغالب التابع لـ لواء أبو الفضل العباس في اللاذقية. ويمثل السوريون المستهدفون من هذه الخطة الإيرانية 2,1 في المائة من السكان وفق الباحث الأمريكي وهي نسبة ورغم صغر حجمها الديمغرافي مقارنة بالعدد الجملي من سكان سوريا إلا أنها تمثل خطرا جديا على مستقبل الوضع في هذا البلد. حيث يؤكد فيليب سميث ان تداعيات الاستقطاب والتجنيد الإيراني لمقاتلين سوريين نظاميين ومدنيين لتحويلهم لمقاتلين في حزب الله السوري ستكون له تأثيرات وتداعيات خطيرة على مستقبل سوريا ومستقبل التوازنات العسكرية والسياسية في المنطقة في الوقت الراهن وخاصة على المستوى البعيد.