تتوالى الاجراءات التي تدين حزب الله اللبناني كمنظمة ارهابية من خلال الاجماع العربي بتصنيف هذا الحزب كتنظيم ارهابي ومن خلال التحقيقات الامريكية والاوروبية المشتركة التي تؤكد بأن هذا التنظيم يدير شبكة عالمية للاتجار بالمخدرات وتبييض الاموال لتمويل حرب ايران في عدد من بلدان منطقة الشرق الاوسط، حيث يستعد الكونغرس خلال الاسابيع الفادمة للكشف عن نتائج التحقيقات التي يؤكد خبراء في المجال بأنها تثبت تورط حزب الله اللبناني بما لايدع مجالا للشك بانه تنظيم ارهابي يدير شبكة عالمية للجريمة المنظمة.
وفي هذا السياق يؤكد ماثيو ليفيت ومدير برنامج "ستاين" للاستخبارات ومكافحة الإرهاب في معهد واشنطن في مقال له في موقع المعهد انه وفي انتظار اعلان الكونغرس عن نتائج التحقيقات التي جمعتها الخزانة الامريكية بالتعاون مع عدد من الدول الاوروبية فان النتائج ستكون في اتجاه ادانة حزب الله اللبناني على انه يقود جريمة منظمة عابرة للقارات.
ويضيف ماثيو ليفيت في هذا السياق بأن التحقيقات كشفت عن «مُركب صفقات الأعمال» في «حزب الله» وهي نتيجة سلسلة من قضايا الجرائم التي حققت فيها إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية والتي جرت تحت عنوان "مشروع كاساندرا" الذي استهدف "شبكة عالمية لـ «حزب الله» والذي اثبت ان المنظمة مسؤولة عن توزيع كميات كبيرة من الكوكايين في الولايات المتحدة وأوروبا. وما يؤكد ضلوع حزب الله في هذه الجريمة المنظمة دائما وفق ليفيت هو بروز العديد من الحالات الأخرى في المدة الأخيرة التي تم في إطارها ارتكاب الأنشطة الإجرامية المنظمة العابرة للحدود من قبل أشخاص يتمتعون بعلاقات رسمية، وحتى وثيقة جداً مع الحزب.
حيث يذكر الخبير الامريكي ان التحقيقات أثمرت اعتقال عنصرين تابعين للحزب في تشرين الأول/ أكتوبر 2015 بتهمة التآمر لغسل أموال المخدرات والاتجار بالأسلحة على الصعيد الدولي نيابة عن «حزب الله». حيث عرضت إيمان قبيسي، التي اعتقلت في أتلانتا (بولاية جورجيا)، غسل أموال المخدرات لعميل سري وأبلغته بأن زملاءها في «حزب الله» يسعون إلى شراء الكوكايين والأسلحة والذخيرة. كما اعتقل ناقش جوزيف الأسمر في باريس في اليوم نفسه في عملية منسقة، بعد ان فبض عليه متلبسا وهو يعرض استخدام علاقاته مع «حزب الله» لتوفير الأمن لشحنات المخدرات. كما أشار المشتبه بهما إلى وجود اتصالات إجرامية في عشر دول على الأقل في جميع أنحاء العالم، وسلّطا الضوء على الطابع العابر للحدود لهذه العملية التي يديرها «حزب الله».
كما اسفرت التحقيقات الامريكية الاوروبية على مدى الأشهر القليلة الماضية الى القبض على ميسّري العمليات الإجرامية للحزب في جميع أنحاء العالم، من ليتوانيا إلى كولومبيا وإلى العديد من الدول بينهما. وقد تم إدراج آخرين على لائحة وزارة الخزانة الأمريكية، بمن فيهم رجل الأعمال قاسم حجيج الذي له صلات مباشرة بـ «حزب الله»، وعضو «منظمة الأمن الخارجي» حسين علي فاعور، وعبد النور شعلان، وهو شخص بارز يعمل على شراء الأسلحة لـ «حزب الله» وتربطه علاقات وثيقة مع قادة الحزب. وعلى حد تعبير مسؤول كبير في وزارة الخزانة الأمريكية، "يستخدم «حزب الله» ما يسمى بالأعمال التجارية المشروعة لتمويل وتجهيز وتنظيم أنشطته التخريبية".
ويتعين على الرئيس الأمريكي أن يقدم تقريراً عن "أنشطة الحزب الإجرامية الكبرى العابرة للحدود" في مدة لا تتجاوز 120 يوماً من المصادقة على مشروع قانون حظر التمويل الدولي لـ «حزب الله»" الصادر في عام 2015. وقد انقضت هذه المهلة في 18 نيسان/ إبريل.
يذكر أن دول مجلس التعون الخليجي وجامعة الدول العربية تبنت قرار بتصنيف حزب الله اللبناني كمنظمة ارهابية بعد ثبوت تورطه في تنفيذ السياسة التخريبية لايران في كل من سوريا واليمن.