حظيت مناورات رعد الشمال باهتمام اقليمي ودولي كبير ليس فقط على المستوى الديبلوماسي بل على المستوى الاعلامي ايضا حيث خصصت عدد من الصحف العالمية ووسائل الاعلام الغربية حيزا كبيرا من فضاءها ومساحتها الاعلامية لمتابعة هذه المناورات ومحاولة قراءة رسائلها واهدافها.
صحيفة لوموند اكثر الصحف الفرنسية انتشارا في فرنسا واوروبا رصدت خلال ايام المناورات كل ردود الفعل الدولية والاقليمية تجاه الحدث وخاصة في اليوم الختامي للمناورات والذي شهد مشاركة قادة الدول المشاركة وابرز مسؤوليها العسكريين تحت اشراف العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.
لوموند وصفت "رعد الشمال" بالمناورات الاضخم والاكبر من حيث العتاد والدول المشاركة حيث يؤكد بنجمان بارث مراسل الصحيفة الى منطقة حفر الباطن التي اقيمت فيها المناورات أن رعد الشمال تمثل التجمع الاكبر والاضخم في المنطقة منذ عملية " عاصفة الصحراء" التي اطلقت بعد الغزو العراقي للاراضي الكويتية. مراسل صحيفة لوموند اكد بأن المناورات الضخمة حظيت باهتمام اعلامي عالمي كبير ذلك ان اكبر المؤسسات الاعلامية العالمية اوفدت مراسلين لتغطية هذا الحدث الكبير. الى ذلك يذهب المراسل الفرنسي الى أن نوعية المعدات العسكرية المستعملة وعدد الطائرات الحربية المشاركة والحضور العسكري المهيب لاعلى الرتب العسكرية من كل البلدان المشاركة يعكس الاهمية الكبيرة التي حظيت بها مناورات رعد الشمال. وقد مثل اليوم الختامي للمناورات حدثا اقليميا وعالميا كبيرا حيث يضيف مراسل الصحيفة الفرنسية بان هذا اليوم كان استعراضيا بامتياز فمع تحليق الطائرات الحربية والاصوات المنبعثة من المدرعات والاليات العسكرية الضخمة وامام الحضور الديبلوماسي والعسكري رفيع المستوى لا يمكن سوى ان تصيبك الدهشة وتعتقد لبعض اللحظات انك امام أحد مشاهد الحرب العالمية الثانية .
وشارك في اليوم الختامي للمناورات قادة 20 دولة شاركت في هذه العمليات العسكرية والذين استضافهم الملك سلمان بن عبد العزيز في صورة تؤكد القيمة الكبيرة والاحترام الكبير الذي تحظى به المملكة العربية السعودية عند هذه الدول وقادتها.
اما عن الرسائل المراد ايصالها من خلال هذه المناورات يقول بنجمان بارث ان الامر لا يحتاج لكثير من الذكاء لمعرفة هدف هذه المناورات والطرف الذي تستهدفه حيث يؤكد بأن السعودية والدول المشاركة بدت وكأنها في حلبة مصارعة استعرضت فيها عظلاتها و حجم قوتها وقوة ردها للعدو الذي لا يبعد كثيرا عن مكان اجراء المناوراة وهو ايران البلد الذي تتهمه المملكة العربية السعودية والدول العربية بانتهاج سياسة الفوضى في المنطقة من خلال تدخلها في عدد من الدول العربية على غرار اليمن وسوريا والعراق ولبنان وبتهديد الامن القومي العربي من خلال ميليشياتها المنتشرة في المنطقة وعلى رأسها حزب الله اللبناني. ويعتقد المراسل الفرنسي بأن مناورات رعد الشمال هي استكمال عسكري وميداني لتوجه عربي صارم لمواجهة المد الايراني في المنطقة وهو التوجه الذي يأتي بالتوازي مع اجماع عربي على تصنيف حزب الله اللبناني احد اذرع ايران في المنطقة تنظيما ارهابيا.
وان استبعدت الصحيفة الفرنسية الاشتباك والدخول في حرب مباشرة بين السعودية وحلفاءها مع ايران الا انها أكدت ان الرسالة العربية وصلت وبكل معانيها لايران التي من المؤكد بأن قادتها سيقرؤون الرسالة العربية مرارا وتكرارا لتبين واكتشاف ما ينتظرهم اذا واصلوا في سياستهم العدائية تجاه البلدان العربية.