فاجأ القرار الروسي المفاجئ بالانسحاب من سوريا حلفاء الكرملين قبل اعدائه.
إنسحاب وإن بدء الجيش الروسي بالفعل منذ الامس في تنفيذه الا أنه فتح الباب على سيناريوهات جديدة لمستقبل الصراع في سوريا وأعاد الغموض والقلق على مستقبل هذا البلد الغارق في دماء شعبه والذي يجد نفسه اليوم بين سندان مجازر النظام السوري ومطرقة التنظيمات الارهابية. وهو وضع لا يبعث على التفاؤل وان كانت روسيا تتحمل جزءا كبيرا في ما آلت اليه الامور. فأين تكمن مسؤولية للولايات المتحدة الامريكية التي يبدو بأنها تستمتع بمشاهدة ما يحدث في سوريا.
صحيفة لوموند الفرنسية أجابت على هذا السؤال في مقال نشرته اليوم تحت عنوان " قصة عملية السطو على الثورة" . مقال أزاحت من خلاله لوموند الستار عن مسألة محورية في الثورة السورية وهو كيفية تعامل الاستخبارات الأمريكية مع تقدم "داعش" وتمدد هذا التنظيم في سوريا . الصحفي في صحيفة لوموند الفرنسية "بانجامان بارت" تسأل في هذا الاطار "لماذا لم يفعل الأميركيون شيئا؟" محملا ادارة أوباما وخاصة وكالة الاستخبارات الامريكية مسؤولية الوضع المأساوي الذي تعيشه سوريا اليوم.بما أنه يؤكد وجود وثائق ومعلومات تثبت أن "وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA أبلغت منذ البدء عن خطورة تنظيم داعش منذ أن لم يكن عناصره في سوريا يتجاوزون العشرين".
"بارت" أكد في مقاله بأن وكالة الاستخبارات الامريكية لم تتعامل بالجدية المطلوبة مع المعلومات التي وصلتها من أحد قياديي الجيش السوري الحر وهي المعلومات التي تشير الصحيفة الفرنسية بأنه التأكد من صحتها من مصادر أخرى .
تجاهل الوكالة الامريكية لمعلومات بهذه الخطورة كان سببا مباشرا وفق الصحفي الفرنسي إلى عملية "سطو" طالت الثورة السورية وذهب ضحيتها الشعب السوري. بما أن الوضع الميداني على الارض وضع السوريين بين فكي كماشة ، النظام من جهة وجهاديي جبهة النصرة و داعش من جهة أخرى" تقول "لوموند". صحيفة لوموند نقلت عن مصدر المعلومات الذي كان يزود وكالة الاستخبارات أنه زود لمدة سنتين ومنذ سنة 2013 ب "السي آ أي" بمعلومات موثقة وشديدة الدقة عن مواقع تنظيم الدولة الإسلامية وهي المعلومات التي لم تستغل وانتهت بتسليم ما يسمى المعارضة المعتدلة وفق الصحيفة إلى المجموعات الإسلامية المسلحة.