يبدو أن الرد السعودي القوي على تصريحات الرئيس الامريكي أوباما والتي اتهم فيها المملكة بإثارة الفوضى في منطقة الشرق الاوسط قد وصل بالنحو المطلوب حيث أعلن البيت الابيض في خطوة مفاجئة أن الرئيس الامريكي سيزور السعودية في الشهر المقبل. زيارة حظيت باهتمام الصحافة العربية والعالمية التي بحثت في دواعي وأسباب هذه الزيارة وخاصة في قراءة توقيتها.
لا يخفى على متابع للاحداث التصدع الكبير الذي طرأ على العلاقات السعودية الامريكية والذي تسبب فيه بالاساس الاتفاق النووي الامريكي مع إيران ورفع العقوبات الاقتصادية عنها وهو الحدث الذي رأت فيه المملكة العربية السعودية خيانة لتحالف تاريخي بين البلدين. وما زاد رقعة الخلافات اتساعا بين البلدين هو التصريحات التي ادلى بها اوباما لمجلة " ذي اتلنتيك" والتي حمل فيها المملكة جزء من مسؤولية الفوضى في منطقة الشرق الاوسط.
وضع يبدو بأن إدارة أوباما شعرت أخيرا بمدى خطورته خاصة مع الرسالة القوية للامير تركي الفيصل التي رد فيها على تصريحات أوباما المسيئة. وهوما يفسر حسب صحيفة نورمندي الفرنسية الاسراع الامريكي باعلان زيارة أوباما للمملكة العربية السعودية والتي يسعى من خلالها البيت الابيض لاحتواء الخلاف السعودي الامريكي حول عدد من قضايا الشرق الاوسط. الصحيفة الفرنسية ذهبت الى تحليل الابعاد الاخرى للزيارة الامريكية حيث أكدت بأن محاربة تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق سيكون أحد المحاور الرئيسية لهذه الزيارة بالاضافة الى مستقبل الصراع في سوريا بعد الانسحاب الروسي وخاصة التوتر الكبير بين المملكة وايران.
الرئيس الاميركي سيكون أمام فرصة كبيرة في هذه الزيارة لمحاولة رأب الصدع وتجاوز اخطاءه تجاه السعودية والدول الخليجية خاصة وأنه سيشارك خلال هذه الزيارة في قمة دول مجلس التعاون الخليجي والتي تؤكد وكالة رويترز وفق ما نقلته عن بيان البيت الابيض بأن "ستشكل ايضا فرصة للقادة لمناقشة إجراءات جديدةبهدف زيادة الضغوط على تنظيم الدولة الإسلامية، ومناقشةالنزاعات الاقليمية ونزع فتيل التوتر الاقليمي والطائفي".