لازالت تصريحات الرئيس الامريكي باراك أوباما لمجلة ذي اتلانتيك تثير موجة من الجدل والانتقادات خاصة في منطقة الشرق الاوسط. عدد من الصحف الاوروبية أفردت هذا الجدل بمساحة كبيرة لقراءة تداعيات تصدع العلاقات السعودية الامريكية ولمستقبل علاقات الولايات المتحدة مع حلفائها الاخرين.
صحيفة صوت إفريقيا " لا فوا دا أفريك" عنونت مقالا تحليليا حول الزوبعة التي أوباما ب" انتقادات سعودية قاسية للرئيس الام ريكي أوباما". مقال تحليلي تحدثت فيه الصحيفة عن الشرخ والتصدع الكبير الذي أثارته تصريحات أوباما للصحيفة الامريكية والتي لم تغضب المملكة العربية السعودية فقط بل عدد من الدول الاخرى التي ضاقت ذرعا بسياسة المكيالين التي تنتهجها إدارة أوباما خصوصا في ما يتعلق بالصراع العربي الايراني. وهو الصراع الذي صبت فيه الولايات المتحدة وفق الصحيفة زيتا ما يكفيه ليبقى مشتعلا لسنوات قادمة خاصة بعد الاتفاق النووي الامريكي الايراني ورفع العقوبات عن نظام الملالي.
"لا فوا دا افريك" أكدت في هذا السياق من خلال تصريحات أستاذ الامن القومي في جامعة واشنطن وليد فارس والتي أشار فيها الى أن سياسة ادارة أوباما وموقفها من الصراع في سوريا واليمن والعراق ومن سياسة إيران تجاه الدول العربية أغضبت عدد من الدول العربية الاخرى على غرار الامارات العربية المتحدة ومصر. ويذهب وليد فارس في قراءة مستقبل العلاقات السعودية الامريكية بعد تصريحات أوباما التي اتهم فيها السعودية باثارة الفوضى في المنطقة الى أن الولايات المتحدة الامريكية ليس بامكانها ان تغامر بعلاقتها مع المملكة العربية السعودية أكبر الدول نفوذا وقوة في الشرق الاوسط ويؤكد في هذا الاطار بأن زيارة أوباما للسعودية بداية الشهر القادم تدخل ضمن هذا الاطار، اطار رآب الصدع وإعادة العلاقات الى سالف عهدها.
وفي ذات الموضوع تصريحات أوباما والجدل الذي أثارته، في منطقة الشرق الاوسط، أكدت صحيفة " لوريون لو جور " الفرنسية أن الرئيس الامريكي الذي تنتهي ولايته قريبا عرض مصالح الولايات المتحدة الامريكية مع حلفائها الى خطر كبير ليس فقط في ما يتعلق بالحلف التاريخي مع السعودية والذي يعود وفق الصحيفة الى 71 سنة. بل الى علاقة الولايات المتحدة مع حلفائها الاخرين على غرار بريطانيا وتركيا وفرنسا بعد تصريحات أوباما للصحيفة الامريكية والتي انتقد فيها رؤساء هذه الدول.
الصحيفة الفرنسية فسحت المجال لعدد من الخبراء لتقديم قرائتهم لتداعيات تصريحات الرجل الاول للبيت الابيض ومن بينهم توبي متياسن المختص في شؤون الشرق الاوسط في جامعة أوكسفورد والذي اكد بان ردة الفعل القاسية للملكة العربية السعودية على تصريحات أوباما كانت متوقعة نظرا لقيمة السعودية الاقليمية والعالمية كما يضيف فريدريك ويراي المحلل في معهد كارنجي الدولي للسلم بان الولايات المتحدة الامريكية فقدت اضافة الى السعودية دعم حلفاء اخرين كتركيا وبريطانيا بسبب تصريحات أوباما في الوقت ذاته بأن الولايات المتحدة فقدت صداقة المملكة العربية السعودية بسبب سياساتها وتصريحات رئيسها.