أسالت عملية "عاصفة الحزم" ومناوراتع "رعد الشمال " حبرا كثيرا بين من يصفها بتوجه سعودي جديد لحماية أمنها القومي وامنها المنطقة العربية ومن يعتبرها رسالة سعودية مفادها بأن المملكة لا ترضى بغير دور الريادة ولن تقف مكتوفة اليدين أمام الخطر الإيراني المتنامي في المنطقة وفي ظل تخلي الولايات المتحدة عن دورها في الشرق الاوسط.
موقع قناة دوتشي فيله الالمانية اعتبر الاجراءات السعودية الاخيرة سواء على الساحة الديبلوماسية والعسكرية توجها جديدا للملكة يهدف الى تثبيت نفسها كعنصر لا غنى عنه في المنطقة ولتولي دور القيادة في الشرق الاوسط. التفسير السعودي دائما وفق موقع القناة الالمانية يعتبر توقيع الاتفاق النووي ورفع العقوبات عن إيران مؤشرات تبعث على وجوب توخي الحيطة والحذر واتخاذ اجراءات ملموسة لوقف استغلال ايران للعائدات المالية بعد رفع الحصار الاقتصادي عنها لتمويل مسارها العسكري والسياسي للتوسع في المنطقة العربية.
وليس دعم ايران للحوثيين وتواجد الحرس الثوري الايراني وميليشيات حزب الله اللبناني على الارض السورية خير دليل على جدية هذه المخاوف. وهي المخاوف التي دفعت المملكة العربية السعودية إلى توحيد صفوف الدول العربية والاسلامية في حلف مشترك لمجابهة التهديدات الايرانية والارهابية من خلال مناورات رعد الشمال والتحالف العربي لمجابهة الارهاب.
القناة الالمانية تؤكد أيضا بأن تراجع الدور الامريكي في المنطقة أجبر المملكة العربية السعودية على المسك بزمام الامور ولعب دور الريادة الاقليمية ذلك انه ونقلا عن صحيفة الشرق الاوسط فإن " المملكة العربية السعودية تعلم بسبب مكانتها في العالم العربي والإسلامي أنها لن ترضى أن تقف مكتوفة الأيدي وتلعب دور المتفرج أمام العواقب المترتبة عن القضايا الأمنية والاضطرابات السياسية التي تعيشها المنطقة".
التوجه السعودي الجديد نجح وفق نفس التحليل في اعادة التوازن في منطقة الشرق الاوسط وهو ما يفسر بالانسحاب الروسي من سوريا وتخلي بوتين عن تشبثه ببقاء بشار الاسد في سوريا وعن الحلف الروسي الايراني. وكذلك من خلال المؤشرات التي تؤكد قرب نهاية الحرب في اليمن من خلال المساعي الديبلوماسية وبعد الاعلان السعودي عن قرب انهاء عمليات قوات التحالف العربي في اليمن.