حرص الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة على إيضاح مواقف بلاده مؤخراً، والتي جاءت مناكفة لكل التوجهات السعودية في المنطقة، وذلك عبر مبعوث خاص حمل رسالة شخصية للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز قبل أيام.
وأذعن بوتفليقه ورهطه العسكري في الجزائر لضرورة إحياء خط التواصل مع الرياض، بعد التحركات السعودية في ملف الصحراء، والذي لم يأتِ موافقاً للرؤية المغربية فحسب، بل تحركت الرياض دعماً لحليفتها الملكية في أروقة الأمم المتحدة بشكل كبير.
ويقول المراقبون أن هذا هو السبب الرئيسي الذي جعل الرئيس الجزائري يحاول إيضاح موقف بلاده، التي رفضت المشاركة في عاصفة الحزم، والتحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب، للعاهل السعودي. وتسلم الملك سلمان رسالة من الطيب بلعيز مبعوث الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة مفادها أن مواقف الجزائر من عدد من القضايا والمسائل الراهنة و التي يراها البعض مخالفة تماما لمبادئ الوحدة العربية هي مواقف نابعة من الموروث التاريخي للجزائر والذي يعود للثورة التحريرية التي تدعو لعدم التدخل في الشأن الداخلي للبلدان الاخرى إلى جانب الدستور الجزائري الذي يحظر على القوات المسلحة الجزائرية أن تتخطى حدود البلاد وفق ما نقلته وكالة الانباء الجزائرية.
الطيب بلعيز سلم خلال زيارته للمملكة دعوة للملك سلمان بن عبد العزيز من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لزيارة الجزائر وهي الدعوة التي لقيت قبول الملك السعودي في انتظار تحديد موعد الزيارة دائما وفق وكالة الانباء الجزائرية, التي نقلت بأن مبعوث الرئيس الجزائري حرص على تبليغ احترام الجزائر لتعهداتها وللروابط المشتركة مع المملكة وكل الدول العربية وتفسير مواقفها على انها ليست عداء بل هو تشبث بتعهدات الجزائر وجيشها بان لا يتدخل في أي بلد اخر.
وتؤكد صحيفة الشروق الجزائرية أن مواقف الجزائر من عدد من القضايا الراهنة فهمت بالشكل الخاطئ وهو ما دفع بالرئيس بوتفليقة لإرسال مبعوثه للملكة العربية السعودية وأن رفض الجزائر الانخراط في "التحالف العربي" ضد "جماعة الحوثي" في اليمن، جاء تطبيقا لفصول الدستور الجزائري الذي يمنع أفراد الجيش من المشاركة في أية عملية عسكرية خارج التراب الجزائري، وهو نفس المبرر الذي دفع بالجزائر الى رفض التصويت على اعتبار "حزب الله" اللبناني منظمة إرهابية، وفق التصنيف الذي اعتمدته الجامعة العربية بمقترح خليجي بما انه ووفق الصحيفة فان الدستور الجزائري يمنع التدخل في شؤون الدول الاخرى.
ومثل موقف المملكة العربية السعودية الداعم لموقف المملكة المغربية في صراعها مع الجزائر على الصحراء الغربية نقطة خلافية أخرى بين البلدين الا أن صحيفة الشروق الجزائرية تؤكد أن الجزائر والرياض عازمتان على تجاوز سوء تفاهمهما في بعض القضايا، وهو ما تجلى من خلال إعادة الرياض لسفيرها السابق بالجزائر، سامي العبد الله، إلى منصبه السابق بعد ما كان قد تركه لمدة وجيزة للدبلوماسي أحمد سعيد القطان، أملا في استعادة ماضي العلاقات الثنائية المستقر.