2016-04-20 

رحلة الناقة كاميليا

الحبيب الأسود

العرب - وصلت فجر الثلاثاء الناقة العزوف كاميليا وبكرتها، إلى ضاحية قمرت السياحية، شمال العاصمة تونس، لتنزلا في رحاب مؤسسة الرئاسة، بعد أن أهداهما أهالي مدينة بنقردان للرئيس السبسي الأسبوع الماضي، عنوان احترام وإكرام بأفضل ما يمكن أن يملكه البدوي في الصحراء، وبحسب القوانين الجديدة في البلاد، فإن الناقة وبكرتها دخلتا ضمن قائمة الهدايا التي يتلقاها الرئيس وتحولتا تلقائيا إلى الملكية العامة، وبالتالي فقد صارتا جزءا من أملاك الدولة، وهو ما يعني أن أي تصرف فيهما بعد اليوم لن يكون إلا بأمر حكومي، وربما بموافقة برلمانية إذا استعصى الأمر على الوزراء ومساعديهم.

 

مثلا، لن يكون بإمكان الدولة أن تخفف وطأة غربة الناقة بأن تجد لها جملا يرافقها بقية حياتها، لأن ذلك يتطلب إجراءات قانونية معقدة، منها أن تعلن الحكومة في الصحف السيارة عن مناقصة مفتوحة لشراء جمل، وأن يتقدم تجّار معترف بهم من قبل مصلحة الضرائب بعروض، فتنعقد جلسات لاختيار العرض المناسب، ثم يتم الإعلان عنه للعموم، ويصدر في ذلك قرار بالجريدة الرسمية حتى لا تشكّ المعارضة بأطيافها المختلفة في نزاهة العملية.

 

كما أن البكرة، التي ستكبر حتما، فتصبح لجيّة، فجدعة، فثنيّة، فناقة كاملة الصفات، لن تتمكن مؤسسة الرئاسة من التصرف فيها بالبيع إلا بقانون، ولن توفّر لها رفيقا إلا بقرار حكومي ينسجم مع وضعية الموازنة العامّة للدولة، وبالتالي فإن نقلها وأمها من جنوب البلاد حيث الصحراء والبيئة الطبيعية المناسبة إلى الشمال حيث صخب المدينة وجدران حديقة المبنى الرئاسي والإجراءات القانونية المعقدة، يعتبر اعتداء عليهما، وليس شرفا ولا ترفا لهما.

 

ولعل من المشاكل التي ستواجه المشرفين الجدد على الناقة وابنتها أنه من الصعب على الإبل أن تنسى المكان الذي جاءت منه، وبحسب الخبراء يفضّل الانتباه لها في أول ثلاثة أيام ويفضّل وضعها في شبك ولا ينسيها ديارها إلا إكرامها بالعلف، وفي حالة جوعها أو عطشها أو مخاضها فقد تتذكر ديارها ويجب الحرص عليها في هذه الحالات.

 

كما هناك مسألة أخرى وهي فطام البكرة والعناية المرافقة لتلك العملية وتمكينها من الغذاء البديل، وحلب الناقة يحتاج بدوره إلى أخصائيين من الأفضل أن يكونوا من أبناء البيئة البدوية التي تعرف كيف تتعامل مع عالم الإبل وخصوصيات النوق.

ومن هذا المنطلق أعتقد أن ناقة الرئيس تحتاج إلى راع متخصص، يتم انتدابه بقرار من وزارة التشغيل بعد موافقة مجلس الوزراء طبعا، وبذلك تتوفر فرصة عمل جديدة لواحد من مئات الآلاف من الباحثين عنها.

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه