الرياض - الوطن المبارك، والحرمان الشريفان، وأطهر بقاع الأرض، وقبلة المليار مسلم. هذا مكمن قوتنا وعمقنا العربي والإسلامي تلك العبارات اُستهلت بها "الرؤية السعودية 2030". في الرؤية خطط وعناية بمكة والمدينة وبالحاج والمعتمر والزائر، خطط تكرّس مفهوم الوفادة وحسن الضيافة، وجعل الرحلة إلى أقدس البقاع وأطهرها للمسلمين ليست رحلة دينية فقط بل تجربة ثقافية بامتياز.
من الركائز الأساسية لدى المملكة إيلاء الحرمين الشريفين مكان الريادة والخصوصية والعناية مهما كانت الظروف، وجعل زوار الحرمين في موقع الاحتفاء على الدوام منذ خروجهم من ديارهم وحتى العودة من حيث أتوا، فتلك رحلة العمر لأغلب من يفد إلى البيت العتيق أو المسجد النبوي، بل إن تمكين المسلمين حول العالم من زيارة الأراضي المقدسة هو هدف للخطط التي نصت عليها "الرؤية السعودية 2030" فمضاعفة عدد المعتمرين من ثمانية ملايين العام الفائت إلى 15 مليوناً خلال عام 1442ه أي بعد أقل من خمس سنين هي هدف صريح نصت عليه الرؤية، تزامن ذلك مع تصريح أدلى به الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني عن توجه لتأسيس صندوق خيري من إيرادات العمرة نفسها، بحيث يخدم ويفيد فقراء المسلمين ويوفر لنسب معينة من فقراء العالم الإسلامي الذين لا يستطيعون أداء العمرة خيار الاستفادة منه لزيارة بلاد الحرمين الشريفين.
التوجه لتطوير المناطق المحاذية للحرمين من أجل استيعاب الأعداد الكبيرة التي تنوي المملكة استضافتها واستثمار الأراضي المجاورة لن تغفل التخطيط الحضري وتأسيس البنى التحتية المناسبة لا سيما في قطاع النقل، هذا لن يكون على حساب الاهتمام بالجانب التراثي والثقافي لمكة والمدينة، فحسب ما جاء في الرؤية السعودية سيتم التوسع في إنشاء المتاحف وتهيئة المواقع السياحية والتاريخية والثقافية وتنظيم زيارتها، وهذه نقطة غاية في الأهمية بحيث لن يأتي التخطيط العمراني على حساب المواقع الأثرية التي من شأنها إثراء رحلة المعتمر والحاج والزائر على الصعيد الثقافي، ففي المدينة تم تأسيس أول مجتمع إسلامي ومن مكة خرج خاتم الأنبياء برسالة الإسلام.
لطالما افتخرت هذه البلاد على المستويين الرسمي والشعبي بخدمة الحرمين وضيوفهما، وجعلت شأنهم جميعاً على رأس أجندتها وخططها وهي اليوم وضمن هذه الرؤية الاقتصادية والتنموية طويلة المدى عازمة على جعلهم في موقع الأهمية القصوى والمكانة الأولى.