بعد أن وصلت المحادثات بين اطراف الصراع اليمني الى باب مسدود على خلفية مقاطعة الوفد الحكومي للمغاوضات واشتراطه وقف انتهاكات الحوثيين وسحب قواتهم من قاعدة العمالقة تسعى الدول الخليجية وعلى رأسها السعودية الى لعب دور الوساطة لانقاذ عملية السلام في اليمن.
حيث وصل امين عام مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني إلى الكويت، في خطوة تهدف لإنقاذ مباحثات السلام اليمنية من الانهيار، بعد رفض الجانب الحكومي العودة إليها إلا بعد تحقيق أربعة مطالب. حيث يطالب الوفد الحكومي اضافة الى انسحاب الحوثيين من قاعدة العمالقة في محافظة عمران، بتوضيح رسمي من ممثلي "حزب المؤتمر الشعبي" حول تصريحات الرئيس السابق علي عبد الله صالح بأنه لا يعترف بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، وبالإفراج عن المعتقلين، واخيرا بوقف شامل للخروق، حتى يتمكن من العودة إلى طاولة المحادثات وفق مانقلته قناة روسيا اليوم.
إلى ذلك تذهب التوقعات الى أن مهمة الانقاذ التي يقودها الزياني وان كانت صعبة بسبب تمسك الوفد الحكومي بمطالبه الا انها تبقى ممكنة بالعودة الى قيمة المملكة العربية السعودية والدور الذي تلعبه في الفترة الراهنة حيث تؤكد قناة روسيا اليوم بانه وفي ظل الكم الكبير من الخلافات والتعقيدات، فإن ما يدعو إلى التفاؤل بإمكان تحقيق تقدم واضح في محادثات السلام الحالية هو التقارب النسبي و المتواصل بين الرياض والحوثيين وثبات اتفاق وقف القتال على طول الحدود اليمنية-السعودية، واستعداد المملكة للعب دور الوسيط بين الأطراف المتحاربة في اليمن بعد أن كانت طرفا في هذه الحرب.
وفي سياق متصل كان وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح كان قد التقى رئيس الوفد الحكومي اليمني عبد الملك المخلافي، وأبلغه أن الكويت "تقف مع المرجعيات المعلنة، والمتفق عليها بشأن إحلال السلام في اليمن، والمتمثلة بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، والمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل. فيما اجتمع نائبه بوفد الحوثيين وحزب الرئيس السابق، وجدد حرص بلاده على انجاح المحادثات، وتمكن من إفتكاك وعد من الحوثيون وحزب صالح بأنهم لن يغادروا الكويت إلا بعد التوصل إلى حل يفضي إلى تحقيق السلام.
ومع تأكيد مختلف المصادر استئناف المحادثات قريبا، يواصل سفراء الدول الثماني عشرة الراعية للتسوية في اليمن مساندة الوساطة الخليجية، وممارسة الضغوط على الطرفين للعودة إلى طاولة الحوار. وهو أمر شدد عليه المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الذي أبدى تفهما لدوافع القرار الحكومي؛ لكنه طالبه بطرح ما لديه على طاولة المحادثات.
يذكر أن المملكة العربية السعودية كانت قد قادت التحالف العربي ضد الحوثيين في اليمن لدعم حكومة عبد ربه منصور هادي، وهاهي اليوم وتسجيدا لدورها القيادي ووعيا منها بحساسية الموقف وبضرورة انجاح مفاوضات السلام فانها لا تتوانى عن دعم المفاوضات وحتى لعب دور الوسيط بين الفرقاء اليمنيين.
.