اختتمت مساء أمس الثلاثاء في العاصمة الإماراتية فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته ال 26، ليسدل الستار عن دورة مميزة بكافة المعايير والمقاييس، أقيمت خلال الفترة من 27 أبريل ولغاية 3 مايو 2016 تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبتنظيم من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة.
كما أعلنت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة عن اختيار الصين ضيف الشرف في الدورة ال27 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب2017، فيما احتفى المعرض هذا العام بإيطاليا كضيف شرف، وبالفيلسوف العربي ابن رشد كشخصية محورية.
وأكد عبدالله ماجد آل علي مدير إدارة المكتبات في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة أنّ هذه الدورة من المعرض، كانت ملفتة ومتميزة على كافة الأصعدة، حيث شارك فيها 1261 عارضاً من 63 دولة من مختلف أنحاء العالم، عرضت أفضل النتاجات الأدبية والفكرية والثقافية والعلمية والاقتصادية وشتى أنواع العلوم والمعارف. وتمكن المعرض من استقطاب ما يزيد عن 272,320 ألف زائر من جمهور القراءة والشعر والأدب والثقافة بمختلف جوانبها، ومن كافة الفئات العُمرية، خاصة مع تنظيم أنشطة وفعاليات غنية تنتمي لمختلف الثقافات والحضارات. وأكد آل علي على أنّ معرض الكتاب هو تظاهرة فكرية ثقافية رائدة تهدف للتعريف بكل ما هو جديد في مجال التأليف والنشر والترجمة، ولقاء الجمهور مباشرة بالمؤلفين والناشرين وغيرهم من عناصر الصناعة المعرفية.
وتميّز المعرض بزخم فكري وثقافي غير مسبوق، مع تنظيم أكثر من 507 فعالية ثقافية استقطبت مُشاركة 612 من روّاد الفكر والأدب والشعر والثقافة وصناعة الكتاب، الذين شاركوا في البرنامج المهني بندوات متخصصة للناشرين والوكلاء والموزعين وأصحاب المكتبات والمترجمين والجمهور، وبالبرنامج الثقافي من مجلس حوار وركن المؤلفين ومنبر ابن رشد لتشجيع القراءة، فضلاً عن برنامج ركن الإبداع وركن النشر الإلكتروني، وركن الرسامين وفعاليات الطهي والكتب ذات الصلة.
أمّا عدد عناوين الكتب المشاركة حوالي 500 ألف عنوان ب30 لغة من حول العالم، فيما بلغت قيمة مبيعات المعرض 25 مليون درهم.
كما شهد المعرض توقيع ما يزيد عن 100 كتاباً وديواناُ شعرياً جديداً، واهتماماً إعلامياً إقليمياً وعالمياً كبيراً، حيث شارك في تغطية فعاليات الدورة الـ 26 ما يزيد عن 200 إعلامي من وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية.
ومن أبرز الفعاليات التي شهدها المعرض هذا العام عقد 230 اتفاقية لدعم حقوق النشر، على امتداد مساحة المعرض التي بلغت هذا العام 31,962 متراً مربعاً.
وتأتي هذه الدورة لتلقي الضوء على إنجازات الهيئة في مجال الثقافة على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وشكّل الاهتمام بمختلف جوانب صناعة الكتاب أحد أهم محاور الاستراتيجية الثقافية لإمارة أبوظبي.
وأكد عدد كبير من الناشرين الذين شاركوا في فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب أن أبوظبي تعيش طفرة تنموية ثقافية استقطبت أنظار العالم بأكمله نحوها، لتفرد مشاريعها الثقافية العالمية التي سجلت إنجازات متلاحقة وسريعة أبهرت الجميع، فاستطاعت أن تتبوأ مكانة رفيعة في مسيرة التنمية الثقافية في العالم.
واعتبر الناشرون أن معرض أبوظبي الدولي للكتاب هو جزء من هذه الاستراتيجية المتفردة، وقد واصل تألقه على نحو غير مسبوق ليصبح المعرض الأهم في منطقة الشرق الأوسط، وقد صنّفه الاتحاد الدولي للناشرين كأحد أهم المعارض على مستوى العالم.
وأشاد الناشرون بمستوى تنظيم المعرض وتقسيم الأجنحة، واتساع المساحة المخصصة للمعرض، والتي ساعدت دور النشر على تقديم معروضاتها في مساحات أكبر. وتمنى ناشرون أن تحذو المعارض الأخرى النهج ذاته من حيث التنظيم والترتيب والشكل وغنى الأنشطة والفعاليات.