2016-05-17 

إنشاء مجلس أعلى للتنسيق بين السعودية والامارات..الأهداف والأبعاد

من الرياض غانم المطيري

بالتوازي مع سعيها الحثيث لبناء تحالفات جديدة ولتدعيم تحالفات سابقة ملأ  للفراغ الذي تركه الانسحاب الامريكي من الشرق الاوسط، تحاول المملكة العربية السعودية توطيد علاقاتها أكثر خصوصا مع دول الجوار والدول التي تتقاسم معها نفس المواقف والمميزات والاهداف.

 

ولعل المجلس الاعلى للتنسيق بين السعودية والامارات والذي تم الكشف عنه مؤخرا خير مؤشر و دليل .


وجرى توقيع  اتفاقية إنشاء هذا المجلس  في جدة  بحضور العاهل السعودي الملك سلمان وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وفق ما نقلته قناة روسيا اليوم، وهو مؤشر جديد يؤكد تطور مستوى الشراكة الفريد بين البلدين المتحالفين في مواجهة تحولات غير مسبوقة في المنطقة.

 


ولا يمكن بأي حال من الاحوال عزل الكشف عن هذا  المجلس الجديد وعن الرغبة في  التنسيق المشترك عن واقع التعاون والتحالف السعودي الاماراتي الحاصل في أكثر من ملف ومحور ذلك أن البلدين يقاتلان جنبا إلى جنب في اليمن ضمن التحالف العربي، ويعدان العدة معا لإنجاح التحالف العسكري الإسلامي ويرتبطان بشراكة في مجلس التعاون الخليجي.

 


وفي تلميح إلى أن الاتفاقية الجديدة تشكل إضافة إلى تحالفات البلدين لا بديلا عنها، أشار نص الإعلان عن مجلس التنسيق السعودي الإماراتي إلى أنه "لا يخل بالالتزامات والتعاون القائم بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية" وفق ما نقلته قناة روسيا اليوم .

 


خطوة يجمع الخبراء على أنها ستكون دعامة جديدة للتعاون بين البلدين على كل المستويات الاقتصادية والسياسية والعسكرية وهو ما يؤكده مصدر دبلوماسي إماراتي  حيث وصف هذه الخطوة الجديدة بأنها رافد للعمل الخليجي المشترك ولا تتعارض بأي شكل مع التزامات البلدين تجاه مجلس التعاون الذي سيظل إطارا لكل خطوات التكامل الثنائي أو الجماعي بين دول الخليج العربية.


ونقلت القناة عن  مصدر دبلوماسي مطلع أن "هذا الاتفاق الجديد يؤسس لانطلاقة جديدة للعلاقات المشتركة بين البلدين نحو آفاق أوسع وتنسيق مؤسسي في ظل القدرات والإمكانات الضخمة التي يتمتع بها البلدان والتي تشكل مصدرا حقيقيا لمواجهة التحديات والولوج إلى المستقبل بكل ثقة واقتدار".

 

 

فيما أشار نفس  المصدر الى أن الإمارات مؤمنة بأن عمقها الاستراتيجي هو المملكة، وستبقى دائما في خندق واحد معها انطلاقاً من مبادئ الدولة التي ترى في التعاون مع الأخوة في الخليج العربي هدفا ساميا.

 

وعن ايجابيات واهداف هذا المجلس اضاف ذات المصدر بأن المجلس يعطي مرونة للتنسيق المشترك ويكفل سرعة الاستجابة لأي تحديات إقليمية، كما يعكس القواسم المشتركة في السياستين الخارجية والأمنية إزاء المتغيرات الإقليمية والدولية، وأبرزها تنامي التحدي الإيراني من جهة وانكفاء الدور الأمريكي من جهة ثانية.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه