قد لا يعطي عامة الناس قيمة للرمل نظر لوفرته امتداده عبر الشواطئ والصحاري لكن اهتمام كبرى الشركات وكبرى الدول به جعله خلال سنوات محل تنافس وصراع عالمي مما أدى إلى ارتفاع أسعاره بطريقة مهولة.
ويتفاوت الطلب على الرمل بحسب المناطق المختلفة من العالم. فقد زاد انتعاش البناء في الصين والهند من الطلب على الرمل في هذه الأسواق.
وعلى مستوى العالم، ووفقا لـ "فرع الإحصاءات التجارية لدى الأمم المتحدة"، تشكل الصين التي تستورد كميات كبيرة من الرمال خُمس الواردات العالمية من للرمل وفق ما نقلته بي بي سي .
وبسبب ارتفاع وتيرة البناء من السدود إلى الطرق إلى المباني والمصانع الجديدة، حيث استعملت الصين كميات من الرمل خلال السنوات الأربع الأخيرة تجاوزت ما استعملته الولايات المتحدة الأمريكية خلال القرن الماضي، بحسب الباحث البيئي باسكال بيدوزي.
كما أن الصين صبّت كميات هائلة من الرمال على الشعاب البحرية لإنشاء جزر جديدة وتوسيع مواطئ قدمها في بحر الصين الجنوبي.
وانضمت دولة الإمارات العربية المتحدة إلى نادي الدول التي تتنافس على شراء الرمل ذو الجودة العالية في قطاع البناء حيث استوردت ما قيمته 456 مليون دولار أمريكي من الرمال والصخور والحصى في عام 2014، حسب ما ذكرته الأمم المتحدة.
وبالرغم من وقوعها في قلب الصحراء، فإن دبي بُنيت بالرمل المستورد، بحسب باسكال. فرمال الصحراء التي تشكلها الرياح ناعمة جداً ولا تصلح للبناء هناك.
ونظر للقيمة المتزايدة للرمل فقد وصل عدد الشركات المختصة في تحويل وتصفية الرمل الى 230 شركة و335 منشأة عاملة في قطاع الرمل عبر 35 ولاية، استناداً إلى وكالة "المسّاح الجيولوجي الأمريكي".
وخلال السنوات القليلة الماضية، بدأت أربع شركات رمل أمريكية في بيع أسهمها في سوق تبادل الأسهم في نيويورك، ولدى رانداو تصنيفه الخاص بـ"شراء" تلك الأسهم.
وادى الاهتمام المتزايد بالرمل الى ظهور عصابات مختصة في سرقة الرمال ذات الجودة العالية حيث يقر العالِم باسكال بيدوزي باصابته بالدهشة عند قيامه بأبحاث عن تآكل الشواطيء في مدينة نيجريل في جامايكا حين سمع روايات من ساكني قرية ساحلية يعملون في صيد الأسماك في جامايكا اكدوا فيها بأن عصابات مافيا يعملون في تلك المنطقة، وهم رجال مسلحون يأتون إلى الشاطيء في منتصف الليل وينقلون أكياساً من الرمل، من أجل بيعه لشركة للبناء تستخدمه في إنشاء مجمع سكني ساحلي جديد.