مثلت لبنان ولاتزال محورا للصراع السعودي الايراني الذي احتدم في الفترة الاخيرة مما جعل بلد الآرز مسرحا للمد والجزر بين الارتهان للاجندا الايرانية والعقوبات السعودية.
ولأن تدخل حزب الله اللبناني تعدى حدود لبنان فقد مثل مقتل مصطفى بدر الدين احد قيادات التنظيم في سوريا شرارة اخرى صبت مزيدا من الزيت على نار الصراع المحتدم.
وفي هذا السياق نقلت قناة بي بي سي أن آلاف المشيعين الشيعة رددوا خلال تشييعهم ودفنهم لمصطفى بدر الدين هتافات مناوئة للملكة العربية السعودية هي نفسها التي رردها الايرانيون في حادثة الاعتداء على سفارة السعودية في طهران.
ويتهم المشيعون الرياض بالوقوف وراء تصفية بدر الدين من خلال تمويلها لجماعات مسلحة في سوريا كانت وراء عملية الاستهداف.
تغير نوعي ومرحلة جديدة يدخلها الصراع السعودي الايراني بعد هذه الحادثة يؤكد بأن حزب الله احد الاذرع الايرانية في المنطقة يحمل عداوة كبيرة للسعودية اكثر مما يحملها لاسرائيل.
وبالعودة الى تاريخ لبنان مع الصراع السعودي الايراني فما يلاحظ وفق قناة بي بي سي هو أن الرياض قلصت بالفعل من دعمها لحلفائها في لبنان وهو التوجه الذي أثارا جدلا كبيرا حيث يؤكد بعض المحللين على غرار محمد بازي الاستاذ بجامعة نيويورك الذي يرى بإن الرياض لم تتخلى عن لبنان لكنها تراجعت عن دعمها المادي لحلفائها بما أن هذا الدعم لم يقلب ولم يغيير موازين القوى في لبنان.
وظل الموقف الرسمي الايراني بيد ايران، وهو التوجه الذي يضيف "بازي" بأنه محفوف بالمخاطر ذلك غن السعودية قد تخسر لبنان بتحويلها لوجهة حربها ضد حزب الله وايران الى اليمن وسوريا.
في المقابل تعتقد مديرة تحرير موقع "ناو ليبانون" حنين غدار بأن القرار السعودي يأتي في ظل توجه سعودي لترتيب أولوياتها في المنطقة ما أن الرياض ادركت بأن حزب الله لم يعد فصيلا لبنانيا بل هو لاعب اقليمي باجندا ايرانية.
وتضيف غدار بأن السعودية باتت لديها قناعة راسخة بأن هزيمة حزب الله لن تكون الا من خلال داخل هذا التنظيم ومن خلال الشيعة في لبنان.
وفي ظل هذا الوضع بدأ رجال الاعمال اللبنانيون يفكرون فعليا في الاستثمار في طهران بعد رفع العقوبات الاقتصادية معها حيث يؤكد أحدهم "لقد ساهمنا في بناء السعودية والخليج والان ايران اصبحت إلدورادو الجديد يمكن الاستثمار فيه.
وفي هذا السياق تؤكد غدار بأن السعودية قد تخسر لبنان إذا ركزت اهتمامها الكلي على محاربت حزب الله في اليمن وسوريا فقط.