تعد الطاقة الشمسية وفق الخبراء والمراقبين سلاح المستقبل لتوفير الطاقة بتكاليف أقل وجودة أكبر . وهو ماجعل عدد من الدول على غرار الامارات العربية المتحدة تقطع أشواطا متقدمة في هذا المجال، ونظرا لقيمة وأهمية النتائج التي حققتها الامارات في هذا المجال تسعى الدول الخليجية الاخرى إلى الاقتداء بهذه التجربة الفريدة والناجحة.
وتعود قيمة وأهمية التجربة الاماراتية في قطاع الطاقة الشمسية وفق ما يؤكده روبن ميلز الباحث في قسم السياسات الخارجية في مركز بروكنجز في الدوحة في مقال له في موقع المركز الى حجم الطاقة التي وفرها مشروع مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية وللتكاليف الزهيدة التي وصلت اليها مناقصات الطاقة الشمسية، فبعد مرور عام ونصف، انخفضت المناقصات للمرحلة الثالثة إلى النصف من 5,98 سنت لكل كيلوواط في الساعة إلى 2,99 سنت. وهي المفاجأة والهدية التي لا بدّ أن يتنبّه صناع القرار وشركات الكهرباء في المنطقة. ويتوقع أن القدرة الانتاجية للمشروع الاماراتي إلى 800 ميغاواط، ستنتج المرحلتان الأولى والثانية 213 ميغاواط منها، وستوصل الطاقة الشمسية إلى 9 بالمئة من القدرة الإنتاجية لهيئة كهرباء ومياه دبي مع حلول العام 2020.
وما يزيد من أهمية مشاريع الطاق الشمسية لتوفير الطاقة هو تكاليفها الزهيدة حيث يؤكد "ميلز" إنخفضت أسعار الألواح الشمسية بنسبة 12 بالمئة خلال السنة الماضية مع تطوير تقنيات جديدة أكثر فعالية. الأهم من ذلك، يتيح المعدل الكبير للأنظمة الاقتصادية اكتساب تجربة والاستفادة منها. الاشواط المتقدمة والنتائج الباهرة التي حققتها هيئة مياه وكهرباء دبي الائتمانية وفهمها الجيد للطاقة الشمسية الكهروضوئية كأعمال منخفضة المخاطر تسمح لمعظم رأس المال أن يأتي من المصارف بمعدلات متدنية.
حيث تطرح دبي مناقصتها بسعر 2.99 سنت ، لذلك سيكون من المنطقي استخدام الطاقة الشمسية لمجرد توفير الوقود، كلما زاد سعر الغاز عن حوالي 4 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية أو تخطى سعر النفط الـ 23 دولار للبرميل. تصل أسعار النفط حالياً إلى نحو 48 دولار للبرميل وأسعار الغاز الطبيعي المسال إلى نحو 5,8 دولار لكل وحدة حرارية بريطانية. وصلت المناقصات إلى أقل بكثير من 29,5 فلس (أي 8 بالمئة) لكل كيلوواط في الساعة وهو المعدل الأساسي التي وضعته هيئة مياه وكهرباء دبي.
وتتوقع هيئة كهرباء ومياه دبي اقتراحات بشأن معمل كهروضوئي بقدرة إنتاجية تصل إلى 350 ميغاواط في سويحان بحلول 19 سبتمبر. رغم أن معملها أصغر من معمل دبي ومن أولى إنشاءاتها الكهروضوئية الواسعة النطاقة، إلا أنها ستحرص من دون شكّ على محاكاة أسعار دبي.
الإنجاز الاماراتي في مجال الطاقة الشمسية أغرى الدول الخليجية والعربية الاخرى للسير في نفس التوجه خاصة وأنه يمكن للمنشآت الخليجية أن تنشئ طاقة شمسية رخيصة كافية لتلبية طلبها كاملاً أقله أثناء النهار في فصل الشتاء.
وفي هذا السياق يؤكد "ميلز" ان دول عربية مثل مصر والأردن والمغرب حققت تقدماً جيّداً في مناقصات الطاقة الشمسية الخاصة بها. إلا أن بقية دول مجلس التعاون الخليجي تبعت خطى الإمارات العربية المتحدة ببطءٍ شديد. تضم خطة التحول الجديدة في المملكة العربية السعودية 9,5 جيغاواط (9,500 ميغاواط) من الطاقة المتجددة مع حلول العام 2030، وهو هدف قنوع، إذ يعادل إنشاء أقل من معمل واحد من معامل دبي لكل عام من الآن فصاعداً. أعلنت قطر مؤخراً عن خطط لإنشاء محطة بقدرة إنتاجية تصل إلى 1 جيغاواط، إلا أنها منذ العام 2014 على الأقل اقتصرت مساعيها على الكلام فقط.