رغم حجم الخلافات والتباين بين الرياض وموسكو والذي بلغ مداه خاصة في الملف السوري في ظل مساندة روسيا للنظام السوري ومطالبة السعودي برأس بشار الاسد من السلطة في سوريا،تشهد العلاقات السعودية الروسية تقاربا طفيفا قد يساهم وفق المؤشرات الحالية الى إذابة جليد الصراع بين البلدين.
صحيفة لاكسبريسيون الفرنسية أوردت اليوم مقالا في هذا السياق ترجمته عنها الرياض بوست تسألت فيه عن التضحيات والتطمينات التي يمكن أن تقدمها روسيا لارضاء السعودية والتوافق معها خصوصا في ما يتعلق بالازمة في سوريا.
وأكدت الصحيفة الفرنسية في ذات السياق أن روسيا تعي جيدا قيمة وتأثير المملكة العربية السعودية في منطقة الشرق الاوسط ناهيك أن الرياض تسعى للمحافظة ايضا على وزنها الاقليمي في الازمة السورية والصراعات متعددة الجبهات في منطقة الشرق الاوسط. واقع جعل تفكير البلدين المتصارعين ينصب حول التباحث حول حل مشترك للصراع في سوريا، خاصة في ظل تقلب المواقف الامريكية حول الشرق الاوسط وتأزم الوضع على الارض في سوريا بدخول أطراف جديدة في الصراع في سوريا على غرار الاكراد و فصائل مسلحة سورية اخرى.
فرضية أن يخرج الصراع في سوريا الى نطاق لا يمكن التحكم فيه مستقبلا فرض التنسيق المشترك بين الرياض وموسكو وهو ما حدث بالفعل في الخامس والعشرين من مايو عندما التقى نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل باغيدينوف مع مسؤولين رفيعي المستوى من مجلس التعاون الخليجي بغاية التنسيق المشترك والتباحث حول تقريب وجهات النظر حول الازمة السورية والعلاقات الخليجية الروسية، لقاء تلاه وفق الصحيفة الفرنسية اجتماع بين وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ونظيره الروسي سيرغي لافروف تم خلاله طرح النقاط الخلافية والتباحث حول رسم خطة مشتركة لانهاء الحرب في سوريا.
واضافت الصحيفة بأن روسيا على استعداد لتقديم تنازلات وتضحيات حتى بأقرب حلفائها في المنطقة وهي ايران وكذلك نظام بشار الاسد لتثبيت تقارب مع المملكة العربية السعودية التي لا ترى حلا غير خروج الاسد من سدة الحكم في سوريا، ناهيك أن الكرملين يفكر جديا في عرض "التوبة" التركية واعادة العلاقات معها الى ماكانت عليه بعد ما كشفت أنقرة عن رغبتها في اعادة المياه الى مجاريها مع موسكو.
تحالفات متقلبة و ومواقف متغيرة تؤكد الصحيفة الفرنسية بأنها قد تعيد رسم خارطة الصراع في الشرق الاوسط في انتظار انتهاء الدراما السورية.