رغم فوزه سابقا بجائزة البوكر العالمية للرواية العربية عن روايته "ساق البامبو" إلا أن الرقابة في الكويت منعت روايته الجديدة "فئران أمي حِصّة" والتي يتهم من خلالها الروائي الكويتي الشاب سعود السنعوسي، بمحاكاة التحولات السياسية التي عصفت بالكويت بقالب ديني سياسي يغرق في الطائفية .
وحاول السنعوسي في روايته الجديدة "فئران أمي حِصّة" التي تدور على امتداد مساحة زمنية تقارب الأربعين عاماً، أن ينبش في التحولات السياسية التي عصفت بالكويت، وكان أضخمَها غزو صدام حسين لهذا البلد واحتلاله. وينشأ السرد من خلال روايات وأصوات متقطّعة تنجم عن صداقة 3 صِبية يسكنون مكاناً واحداً منذ صغرهم. ترصد الرواية تطور علاقاتهم، وفقاً لما يدور حولهم من أحداث حادة تتخذ طابعاً سياسياً ودينياً وفق ما نقلته موقع قنطرة.
ويتطرق السنعوسي الى ازمة الطائفية في الكويت فبين الرواية والواقع ً، نقطتا تفتيش أمنيّتان بين السُرّة والجابرية وهما منطقتان كويتيتان، يكون على البطل عند كل نقطة أن يظهر انتماءً يرضي المسلّح الشاهر سلاحه في وجهه عند نقطة التفتيش. فإن كانت سُنية أدار مؤشر الراديو على "إذاعة الحق"، وإن كانت شيعية وضع في أصبعه خاتماً من العقيق الأخضر، وإدار مؤشر الراديو إلى إذاعة تبث أناشيد للإمام الحسين.
وهي الفترة الزمنية التي حددها الكاتب زمنيا بعام 2020 الا ان الرقابة الكويتي رأت في هذا الطرح وهذه الرواية تهديدا لها فحاولت محاصرتها بمنعها من الطبع والنشر في الكويت.
و ما يستشعره الكاتب، في تعليقه على قرار المنع أو الإجازة، هو "الوجع بأنك تشاهد بلادك مختطفة ولا تشبه بلاداً تعرفها" وهي الحالة التي يؤكد السنعوسي بانه ينسحب على الاوضاع في العراق واليمن وسوريا، والبحرين، وليبيا وعدة اقطار عربية وهو ايضا تجسيد للوضع اللبناني أيام الحرب الأهلية التي استمرت أكثر من خمسة عشر عاماً، وأدت إلى مقتل ما يزيد عن 150 ألف شخص، وتشريد 40 ألف مهجر و17 ألف مفقود ومخفي قسراً. ولا تنسى الرواية أن تذكرنا بحرب أخرى نشبت بين التاميل والسنهال في سيريلانكا، وهي ما تتذكره الخادمة السيرلانكية بهلع.