نجح موظفين كويتين خلال فترة وجيزة في إعادة الأمل لسكان قرية هندية في الحياة بعد أن قادا مبادرة خيرية لجمع أموال لتهيئة قرية حي سولتانبور في شمال الهند التي كانت تعيش تحت خط الفقر بكثير. لكن المثير في هذه القصة أن هذه المبادرة جاءت بسبب هجوم إرهابي أودى بحياة 26 مدنيا في الكويت وبان المبادرة كان تهدف في البداية لاغاثة عائلة هندية قبل أن تتوسع لاعادة الامل في الحياة لقرية بأكملها.
وتعود بداية القصة إلى الهجوم الإرهابي الذي نفذه التنظيم المعروف باسم "الدولة الإسلامية" في 26 يونيو/ حزيران 2015 و الذي إستهدف مسجد الإمام الصادق وأودى بحياة 26 شخصا كان من بينهم وهو سيد رضوان مواطن يحمل الجنسية الهندية ويعمل حارسا للمسجد.
وتشير قناة بي بي سي إلى التطورات الإيجابية في هذه القصة المأساوية حيث قرر هشام الفيلي وصديقه داوود الناصر، وهما موظفان حكوميان في الكويت، جمع أموال من الأقارب والأصدقاء لتقديمها هدية للمولود الجديد لأرملة رضوان تنجيم فاتيما والتي تقطن في قرية حي سولتانبور في شمال الهند بمناسبة عيد الفطر.
وحاول الموظفين جمع الأموال من خلال رسالة عبر تطبيق "واتساب" للدعوة للتبرع قبل أن يفاجأ بإستجابة كبيرة من المتبرعين حيث يتذكر الفيلي ما حدث، قائلا "لم نكن نتوقع هذا السخاء، تلقينا مكالمات ورسائل كثيرة لدرجة أنني اضطررت للوقوف بجوار سيارتي في الطريق من الظهيرة وحتى حلول الليل لمقابلة راغبي التبرع واستلام الأموال منهم، فيما توجّه داوود إلى منازل من لم يستطيعوا المجيء".
وبعد فترة وجيزة، كان من الواضح أن الأموال التي جُمعت أكثر بكثير مما يمكن منحه كهدية للمولود. ومن ثمّ سعى الفيلي والناصر إلى منح الضحايا الأجانب وأسرهم حصة من التبرعات. ومع استمرار تدفق التبرعات من أنحاء الكويت ومن الخارج، قام الفيلي والناصر بزيارة تنجيم فاتيما في قريتها واليبور في الهند في ديسمبر/ كانون الأول 2015 لدفع تكلفة بناء منزل على قطعة أرض كان يملكها رضوان ولشراء مساحة أخرى من الأرض للأرملة وابنها. لكنهما اكتشفا الوضعية المأساوية التي يعيشها سكان هذه القرية الهندية .
حيث يقول الناصر "كانت هذه هي المرة الأولى التي نرى فيها هذا المستوى من الفقر، حيث لا توجد منشآت للصرف الصحي، كما أن الكثيرين لا يستطيعون الحصول على مياه نظيفة".
وضعية عجلت بإطلاق الفيلي والناصر مبادرة لتمويل مشروعات في قرية واليبور وخمس قرى مجاورة لها في الهند لدى عودتهما للكويت. وتشمل المشروعات بناء مدارس، ومنشآت للصرف الصحي، ومضخات مياه، بالإضافة إلى مساعدات مالية للمحتاجين.
وبعد مرور عام على المبادرة، أوشكت أعمال بناء مدرسة على الانتهاء، فيما تمضي قدما أعمال بناء ثلاث مدارس أخرى، واكتمل حفر 15 بئرا على الأقل، بالإضافة إلى بناء 33 دورة مياه. ورغم هذا، مازال الصديقان يؤكدان أن كل ما فكرا فيه في بداية الأمر هو جمع تبرعات لا تتجاوز 400 دينار كويتي (1300 دولار أمريكي) كهدية لمولود رضوان حارس المسجد الذي قُتل في الهجوم على المسجد، إلا أن النتائج الجيدة للمبادرة الخيرية جعلتهما يفكران في الاستمرار وربما بناء مستشفى في المنطقة في المستقبل.
من جانبها عبرت أرملة رضوان عن سعادتها بأن هذه المشروعات تُبنى باسم زوجها قائلة "لا استطيع أن اتحدث لغتهم، لكني أريد أن أشكرهم على إحسانهم".