يبدو أن الإنقسام الذي أحدثته محاولة الإنقلاب الفاشلة في تركيا تجاوز كل الأطر وكل الحدود، حيث تحولت بذلك شبكات التواصل الإجتماعي في كل أنحاء العالم إلى منصة للتعبير إما عن الفرحة بفشل الإنقلاب أو التحسر على عودة أردوغان للسلطة.الإنقسام لم يتوقف هنا بل وصل إلى التغطية الإعلامية للقنوات الإخبارية وتفاعلها مع مجريات وتفاصيل هذا الحدث حيث مثلت التغطية الإخبارية مادة للسجال بين مديري قناة العربية والجزيرة اللذان دافع كل واحد منهما عن طريقة تغطية القناة التي يديرها لمحاولة الإنقلاب.
الرياض بوست رصدت من خلال متابعتها لردود الأفعال حول محاولة الإنقلاب الفاشلة التي قام بها الجيش التركي، سجالا بين مديري قناة الجزيرة والعربية واللذان تبادلا رسائل مبطنة مفادها دفاع مدير قناة الجزيرة ياسر أبو هلالة عن طريقة تغطية القناة القطرية للأحداث والتي أظهرت في تفاصيلها إبتهاجا وفرحا بعودة أردوغان للسلطة وفشل محاولة الإنقلاب وهو ما إنتقده مدير قناة العربية تركي الدخيل الذي أكد بأن الخط التحريري لأي قناة إخبارية يجب أن يضمن التعامل مع كل الأحداث حيادا مع كل الأطراف و مع كل المشاعر.
في ذات السياق أكد مدير قناة العربية أن تعامل أي قناة إخبارية مع أي حدث يجب أن يكون بمعزل عن التفاعل معه وإظهار مشاعر تندد به أو تشيد به، وبالوقوف على نفس المسافة مع جميع الأطراف حيث يشير تركي الدخيل إلى أن تغطية قناة العربية نقلت الحدث دون إبداء فرحة بمحاولة الإنقلاب ولا خيبة وحزن على فشله وهو ما يبدو إنتقادا مبطنا لتغطية قناة الجزيرة للانقلاب العسكري الفاشل في تركيا.
موقف الدخيل يبدو بأنه لم يرق لمدير قناة الجزيرة ياسر أبو هلالة الذي رد من خلال تغريدة له على صفحته في موقع تويتر بأنه لا يمكن التعامل مع كل الأحداث بنفس الطريقة دون إظهار أي مشاعر سواء كانت فرحة أو حزنا مستشهدا بأنه لا يمكن التعامل مثلا مع زواج الأميرة ديانا بنفس طريقة تغطية جنازتها ونقل خبر هروب الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي وتغطية مقتل محمد الدرة دون إظهار اية مشاعر فرحة كانت أم حزنا.
السجال بين مديري القناتين وصل إلى حد الدفاع عن رؤية كل منهما لأصول ومعايير التغطية الإخبارية لأي حدث ففي حين أكد تركي الدخيل بأن " الفرحة والحزن ليس وظيفتنا " مشيرا إلى ضرورة إبتعاد التغطية الإخبارية عن الإنفعالية وإبداء المشاعر مع كل حدث رد ياسر أبو هلالة قائلا بأن "الإعلام يفرح ويحزن".