تقلبات أسعار النفط الكبير دائمًا ما تشعل نظريات المؤامرة والشائعات بشأن الدوافع وراء ذلك. وطالب وزير النفط السعودي علي النعيمي بعدم إلقاء اللوم على بلاده في تراجع أسعار هذه الخامة، مؤكدًا أنّ الدفع لرفع سعر برميل النفط ليس دورًا للمملكة أو لأي عضو في منظمة الدول المنتجة للنفط أوبك. واستنكر النعيمي في كلمة له من العاصمة الألمانية، برلين الانتقادات الموجهه للسعودية ولأوبك قائلا "مرة أخرى يتم انتقاد السعودية ومنظمة أوبك بصورة غير عادلة وتحميلها المسؤولية حول أمر ما هو إلا ردة فعل للأسواق". وأوضح أنّ "تقلبات أسعار النفط الكبيرة غالبا ما تشعل نظريات مؤامرة حول الدوافع وراء ذلك بالإضافة إلى شائعات مثل انهيار أوبك" وأضاف "سيثبت التاريخ بأن ما نقوم به هو على الطريق الصحيح، الطلب آخذ في الارتفاع تدريجيًا، والنمو الاقتصادي العالمي يبدو أكثر قوة وأسعار النفط تستقر". ونسبت تقارير إلى وزير النفط السعودي، قوله، في تصريحات سابقة، إن المملكة لن تخفض انتاجها حتى حال هبوط البرميل إلى 20 دولار. وتوقع المحلل الاقتصادي إيدوارد مورس، من مجموعة سيتي غروب، بتهاوي سعر النفط الخام حتى 35 دولار خلال الربع الثاني من العام، مستبعدا عودته إلى سقف 60 دولار قبل العام المقبل. يأتي ذلك على خلفية هبوط سعر النفط وقلق بعض أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، بإعلان وزيرة النفط النيجيري أنّ التراجع قد يدفع بالمنظمة النفطية لعقد اجتماع طارئ. وتمسكت "أوبك" بسقف الإنتاج الراهن دون تغيير في اجتماعها الأخير في ديسمبر الماضي رغم تراجع أسعار النفط إلى أدنى مستوى لها خلال أربع سنوات، ومن المقرر عقدها اجتماعا العادي في يونيو المقبل. وتزايدت الدعوات خلال اجتماع "أوبك"، في العاصمة النمساوية فيينا، لتقليص إنتاج النفط، بهدف السيطرة على الأسعار وعدم استمرارها في التراجع. وأكدت وزيرة النفط النيجيري ورئيسة الأوبك ديزاني أليسون مادويكي، في تصريحات سابقة لصحيفة "فاينانشيال تايمز"، أنّ المنظمة قد تعقد اجتماعا استثنائيا في ضوء تهاوي الأسعار. واستبعد محللون اقتصاديون تغيير الأوبك استراتيجيتها الراهنة حتى عند عقد اجتماع استثنائي للنظر في تهاوي الأسعار التي تراجعت بواقع 30% منذ اجتماعها الأخير. ويرى الخبراء أن تخفيض الإنتاج بنحو 1.5 مليون برميل يومياً، قد يساعد في الحفاظ على أسعار النفط، إلا أن خطوة كهذه ربما تكون مستبعدة، على ضوء ما أعلنه وزير النفط السعودي، علي النعيمي. إلا أن عدم اتخاذ قرار خلال اجتماع أوبك بتقليص الإنتاج، قد يلقي بتداعيات سلبية على دول مثل روسيا وإيران وفنزويلا، التي تعتمد في ميزانياتها 90 دولار للبرميل، كحد أدنى لأسعار النفط. ويذكر أنّ سعر سعر النفط الخام هوى بنسبة تصل إلى 30 % منذ يونيو الماضي، وتوقع الخبراء تراجع الأسعار إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق من "أوبك".