2016-08-10 

المرأة السعودية في الأولمبياد...رسائل ومفارقات

من واشنطن خالد الطارف

تسعى السعودية من خلال السماح ل 4 رياضيات سعوديات  بالمشاركة في أولمبياد ريو دي جنيرو في البرازيل  لتحسين واقع وصورة المرأة السعودية في الخارج ، إلا أن هذه الرسالة حملت في طياتها  عدد من المفارقات التي قد تحد من فاعلية الصورة وتأثير والرسالة.

 

 

في هذا السياق أورد مركز الديبلوماسية العامة لجامعة جنوب كالفورنيا الامريكي تقريرا للدكتورة نجاح العصيمي ترجمته عنه الرياض بوست أكدت فيه أن ترفيع السعودية في عدد الرياضيات المشاركات في الاولمبياد من رياضيتين في اولمبياد لندن 2012 إلى 4 رياضيات في أولمبياد ريو هذا العام  يعكس سعي المملكة لتحسين صورتها في الخارج وللتأثير على الرأي العام الأجنبي.

 

 

إلى ذلك يشير المركز الأمريكي أن صورة مشاركة المرأة السعودية في الاولمبياد وإقتحامها لمجال الجديد وهو الرياضة حملت معها نقاط إستفهام عديدة ومفارقات  حول حقيقة الرغبة في الانفتاح واعطاء المرأة مزيدا من المجال في المشاركة في التحول الاجتماعي والاقتصادي الذي تنشده المملكة، ذلك أن إمتناع اللجنة الرياضية العامة السعودية في الآونة الأخيرة على نشر أسماء الرياضيات السعوديات المشاركات في الاولمبياد  على موقعها الالكتروني الرسمي  خلق التباسا حول الموقف الرسمي للمملكة من مشاركة المرأة.

 

وهو ما يؤكده تساؤل الصحفي أمجد منيف في إحدى تغريداته عندما كتب  " إذا كانت لجنة الرياضة أهملت عمدا سرد أسماء اللاعبات ، فهذا يتناقض مع أهداف رؤية السعودية 2030  الوطنية ، التي تسعى إلى تمكين المرأة مزيدا من الفرص لتكون أكثر فاعلية في المجتمع. "

 

 

ويؤكد الموقع الامريكي أن عدد من المؤشرات تؤكد أنه من الواضح أن الدبلوماسية العامة في السعودية تواجه معارضة مصدرها المصالح المختلفة داخل مؤسسات صنع القرار ، وهو ما قد يمنع البلاد من تحقيق أهدافها السياسية لخلق صورة إيجابية في الخارج حيب تعبير المركز .أما أسباب هذه  المعارضة فيعود إلى أن كل هيئة رسمية لها ثقافة خاصة بها في الحكم و المصالح الخاصة.

 

 


و كتأكيد على وجود مؤسسات ومصالح ترفض أو لا تتفهم حجم التغيير يشير  المركز أن  بعض كبار المسؤولين في السعودية يؤكدون على ضرورة الإبقاء على القيم الإسلامية التقليدية و الحفاظ على الهوية الوطنية على أساس الخصوصية و على النقيض من ذلك ، هناك مؤسسات أخرى تسعى لتحديث الدولة و تركيز جهودها على معالجة المجتمع من خلال المنابر الثقافية والإعلامية.

 


ويعكس الاختلاف في وجهات النظر بين المؤسسات والمصالح السعودية الانقسام المجتمعي في  السعودية بين نموذجين فكريين أحدهما يدعو لمزيد من التحديث وآخر يصد عنه .

 

 

 


ويختم الموقع بأن  إدراج  الرياضيات السعوديات في أولمبياد ريو هو خطوة فريدة من نوعها في المملكة العربية السعودية التي تحاول استغلال الاولمبياد لإبراز الجهود المتنامية نحو المساواة بين الجنسين ، إلا أن الدولة السعودية مطالبة  بمعالجة الفجوة بين الصورة والواقع، و الذي يقلل من مصداقية جهودها الدبلوماسية العامة. ويمكن للسعودية تحقيق ذلك من خلال رفع الحظر المفروض على النساء والفتيات في الرياضة المدرسية ، وخلق المزيد من المبادرات لدعم دورها في مجال الرياضة .

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه