هي فقط جمل قصيرة من وزير الطاقة السعودي خالد الفالح الاسبوع الماضي ، تلك التي دفعت بصناديق التحوط للهرولة لتغطية الرهانات الكبيرة بشأن أسعار النفط .
هكذا وصفت صحيفة الفينشنال تايمز البريطانية الموقف في سوق النفط في مقال لها ترجمته عنها الرياض بوست، والذي أشارت فيه إلى أن تصريحات وزير الطاقة السعودي خالد الفالح التي أكد فيها إستعداد المملكة "لمناقشة أية إجراءات ممكنة بهدف تحقيق الاستقرار في أسعار النفط عندما يجتمع وزراء أوبك بشكل غير رسمي في مؤتمر الطاقة العالمي الشهر المقبل كانت لها تأثيرات مباشرة وملحوظة على السوق.
ورغم توقع بعض التجار بأن لا يخرج إجتماع الجزائر الشهر المقبل بنتائج مختلفة عن اجتماع الدوحة كحال جيمي ويبستر من مركز جامعة كولومبيا حول سياسة الطاقة العالمية الذي أكد " أنا لا أرى أي شيء يجعلني أفكر النتيجة ستكون مختلفة هذه المرة . " لكن عدد من المحللين يرون في تدخل المملكة العربية السعودية لفظيا في السوق بأنها عملية ستحدث التوازن ، لكن السعودبة ستحافظ مع ذلك على سياسة الانتاج العالية للضغط على المنافسين .
إلى ذلك تضيف الصحيفة البريطانية أن العائق الأكبر أمام المملكة العربية السعودية في اتخاذ إجراءات أكثر حسما هو علاقتها مع إيران العضو في أوبك، فتصريحات السعودية بأنها على استعداد للنظر في أي شيء لمساعدة تحقيق التوازن في السوق ، بما في ذلك خفض الإنتاج، دائما ما تشترط فيه إنضمام الموردين الآخرين في السوق .
يذكر أن روسيا ، أكبر مصدر للنفط خارج أوبك ، وافقت على إتفاق تجميد الانتاج في أبريل في الدوحة لكن المملكة العربية السعودية خرجت من هذه الصفقة في اللحظة الأخيرة ، مشترطة التزام ايران بالاتفاق وهو مالم يحصل.
وفي هذا السياق تقول أمريتا سين كبيرة المحللين في الجوانب الاستشارية للطاقة أن "ايران لا تزال حجر عثرة لأنها ببساطة لا يمكن أن تقبل سقفا للإنتاج ".
هذا وتشير الصحيفة إلى أن إنتاج السعودية من النفط الخام يرتفع عادة في أشهر الصيف لتلبية الاستهلاك على الكهرباء ولكن الفالح أشار في تصريحاته لوكالة الأنباء السعودية الأسبوع الماضي الى أن " الطلب القوي على نفطها " جعلها ترفع الانتاج ، وكانت هذه الملاحظة مهمة لأنها تشير إلى استعداد أكبر للحفاظ على الصنابير مفتوحة على مصراعيها للمنافسة إيران مع ارتفاع درجات الحرارة إذا فشلت المحادثات ، وهو الأرجح. لان السعودية لا تستبعد هذا الاحتمال و لن تتخلى و عن حصتها و ستحافظ على طاقة انتاجها العالية عند أو فوق مستوى تموز (يوليو) .