تتطور الأحداث وتتعدد الصراعات في منطقة الشرق الاوسط بصفة متسارعة، ما جعل المنطقة تتشكل من جديد على أساس تحالفات جيوسياسية من المنتظر بأن تعطي للشرق الاوسط وجها مغايرا لما كان عليه.
مركز Modern Diplomacy أورد في هذا السياق مقالا تحليليا ترجمه عنه الرياض بوست، أكد فيه بأن منطقة الشرق الأوسط تتشكل من جديد في ضوء الصراعات والتطورات المتسارعة، حيث يرتكز التقسيم الحالي للمنطقة على الكتلة السنية التقليدية ، والتي تشمل المملكة العربية السعودية والبحرين و الإمارات العربية المتحدة وقطر و المغرب و تركيا ، وهي الدول التي تقف في منافسة وصراع مع الكتلة الشيعية التقليدية التي تقودها إيران في كل من ايران وسوريا والعراق ولبنان.
غير أن المركز يذهب إلى أن الكتلة السنية التقليدية تشهد إنقسامات بين شق تقوده المملكة العربية السعودية والذي يضم الإمارات البحرين والمغرب ومصر فيما يضم الشق الآخر كل من تركيا وقطر.
ومرد هذا الانقسام وفق المركز دائما هو التوجهات السياسية وآليات الحكم لدى كل شق حيث تتقاسم الدول التي تكون الشق الاول العديد من الخصائص الاجتماعية والسياسية والاقتصادية المشتركة.
كما تسعى هذه الدول من منطلق آليات الحكم والتوجهات السياسية إلى تضييق الخناق على تنظيم الاخوان المسلمين الذي أصبح محظورا في أغلب هذه الدول ، فيما تدعم قطر وتركيا نظاما سياسيا وإن كان مختلفا فإنه يتعاطف مع الاخوان المسلمين، وهو الوضع الذي جعل المنطقة مفتوحة على عدد من التطورات والصدام والذي كانت أبرزه محطاته سحب الدول الخليجية لسفرائها من الدوحة على خلفية دعم قطر لجماعة الاخوان المسلمين قبل أن يقع تطويق الخلاف فيما بعد.
وتسعى المملكة العربية السعودية إلى دعم نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي لدعم الكتلة السنية إلى جانب مناهضة جماعة الاخوان المسلمين و للاستفادة من مصر كحليفة ذات قوة سكانية وعسكرية وإقليمية وهو ما يعطيها دفعة قوية ضد أعدائها في المنطقة، وخاصة ضد إيران والإخوان المسلمين.
و يشير المركز إلى أنه ورغم الخلافات و الاختلافات في التوجهات السياسية العامة بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر من جهة و قطر وتركيا من جهة أخرى إلا أن الشقين لهما نقاط إلتقاء كثيرة ومصالح مشتركة خاصة فيما يتعلق بالمنافسة مع المحور الإقليمي لإيران-العراق-الأسد وحزب الله وهو ما يجعل هذه الدول تبقى متحدة.
ويختم المركز بالتأكيد على أن الصراعات تجعل من المنطقة مفتوحة على كل الواجهات في ظل تغير السياسات الخارجية لكن منطقة الشرق الأوسط تبقى ذات أهمية استراتيجية للعالم ، ولا سيما بسبب امداداتها من النفط.
ويعتقد كثير من المحللين أن خطة الولايات المتحدة تتمثل في هندسة الصراع بين إيران والمملكة العربية السعودية من أجل جعل الوصول إلى المنطقة محفوفة بالمخاطر بالنسبة لروسيا و الصين ، اللتين تحاولان إعادة تشكيل النظام العالمي الحالي الذي تقوده و تسيطر عليه الولايات المتحدة.
في المقابل ، يقول العديد من المحللين الآخرين أن روسيا و ليس الولايات المتحدة ، من يسعى لاشعال الصراع بين إيران والمملكة العربية السعودية، ومن ثم إبقاء الولايات المتحدة متورطة في ذلك و رفع تكلفة النفط لتستفيد روسيا التي تعاني من انخفاض سعر النفط العالمي .