تمر منطقة الشرق الأوسط بمجموعة من المتغيرات الاقتصادية والجيوسياسية لعل أبرزها أن هذه المنطقة أصبحت مسرحا لصراع أمريكي صيني خفي.
الكاتب الأمريكي جون ألترمان أورد في هذا السياق تقريرا في معهد بريجنسكي أكد فيه بأن الصين التي توجهت غرباً لتأمين احتياجتها من الطاقة، وجدت نفسها في منطقة الشرق الأوسط حيث تأخذ الولايات المتحدة الأمريكية موقعاً مهيمناً.
و تواجه الصين تحديات مفصلية لتدير ازدهارها من غير حصول تضارب في المصالح مع الولايات المتحدة الأمريكية وبدون أن تنشىء أعباء لا لزوم لها كأكبر قوة آسيوية وفق ما يؤكده التقرير.
ياتي ذلك في ظل سعي الولايات المتحدة الأمريكية لتوجيه المزيد من الاهتمام لإقليم المحيط الهادئ، لذلك فإن على بكين أن تقرر كيفية سعيها لتشكيل الدور الصيني في الشرق الأوسط، و أن تقرر حجم الدور التي تريد الحفاظ به لنفسها في المنطقة.
إن التحديات الراهنة للبلدين تتجلى في الفسحة بين منطقة شرق آسيا والشرق الأوسط على وجه الخصوص، وهي فسحة تعتبرها الولايات المتحدة بمثابة الجانب الآخر من العالم بحق.
و يبحث جون ألترمان من خلال المقاربات المختلفة التي انتهجتها حكومتا الولايات المتحدة الأمريكية والصين في منطقة الشرق الأوسط والمنطقة الآسيوية المؤدية إليه جغرافياً.
كما يناقش التقرير أيضاً الآثار المترتبة على بعض التحولات المحتملة والتي لن تنحصرعلى العلاقات الثنائية بين البلدين فحسب، ولكن ستنعكس أيضاً على أبعاد جيوسياسية في المستقبل.
يذكر أن دونالد ترامب ومنذ فوزه برئاسة الولايات المتحدة أبرق بعدد من الرسائل التي تؤكد عودة واشنطن غلى المنطقة بعد تراجع الدور الامريكي فيها في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وهو ما يتزامن مع رغبة صينية في التموقع في الشرق الأوسط على المستويين الإقتصادي والطاقي وهو ما يظهر جليا من خلال المناورات الصينية مؤخرا في منطقة الخليج العربي.