2016-01-07 

أمريكا: اللاعب الخفي في الصراع السعودي الايراني

خيرالله خيرالله

لا يخفى على احد وصول الازمة السعودية الإيرانية الى مربع الخطر لكن ما قد يغفل عنه البعض هو وجود لاعب ثالث مؤثر في هذه الازمة وهذا الصراع سواءا بحضوره أو غيابه والحديث هنا عن الولايات المتحدة الامريكية . حيث تعد الأزمة المتفاقمة في العلاقات السعودية الإيرانية انعكاسا للشرق الأوسط الممزق، الذي بات فيه النفوذ الأمريكي أقل كثيرا مما كان عليه فيما مضىوشجع غموض الدور الأمريكي في المنطقة كل من الرياض وطهران على اتباع سياسات إقليمية أكثر حزما. بيد أن السياسة الحازمة ليست شيئا مشابها لممارسة الحكم الرشيد، إذ أن العداء المتنامي بين إيران والسعودية يهدد بتعميق العديد من الأزمات، التي يعانيها الشرق الأوسط بالفعل. كما تعد الازمة الحالية التي تسبب فيها اعدام السعودية لاحد الشيوخ الشيعة ترجمة وتواصلا لصراع تاريخي وعداء بين البلدين حيث يعتبر السعوديون ايران تهديدا إقليميا وقوميا وخاصة دينيا بما أنهم يتهمون ايران بمحاولة تحويل المنطقة ذات الأغلبية السنية الى دولة شيعية كبرى في حين يتهم الإيرانيون السعودية بقمع المعارضة خاصة الشيعية منها وتشكيل تهديد صريح لاهداف ايران التوسعية في المنطقة.

ووسط هذا الصراع المستعر يشجع الموقف الأمريكي الغامض من مواقف الدولتين الازمة على التوسع اكثر رغم سعي الرئيس الأمريكي أوباما الى الحفاظ على اكبر قدر من الاستقرار الإقليمي . وتعمل إدارة أوباما على التأثير على الرياض، بينما تتعامل بحذر مع طهران، خشية الإضرار بالاتفاق النووي، الذي يدخل الآن مرحلة التطبيق الأولية الدقيقة. فالسياسة الإقليمية السعودية التي تتسم حاليا بـ"جنون العظمة"، على الرغم من أن الرياض ربما يكون لديها مخاوف حقيقية، تغذت إلى حد كبير بسبب مسار السياسة الخارجية الأمريكية، خلال السنوات الأخيرة. خاصة بعد الغزو الأمريكي للعراق والذي تعتبره السعودية تسليما للعراق لإيران ناهيك عن استعداد واشنطن للتخلي عن نظام حسني مبارك في مصر، في أعقاب ثورات الربيع العربي، وهو الذي ضاعف من مخاوف الرياض، من أن واشنطن ربما تكون حليفا لا يمكن الاعتماد عليه  حسب الدبلوماسي الامريكي المخضرم دينيس روس. قبل ان يأتي الاتفاق النووي الأمريكي مع إيران، وإمكانية التقارب بين واشنطن وطهران، ليزيد الأمور سوءا بالنسبة للسعودية.

.وأعطت عدم قدر إدارة أوباما على تبني سياسات واضحة في المنطقة، التي تعج بالأزمات، مجالا لكثير من سوء الفهم من جانب اللاعبين الإقليميين، وفي ظل العديد من العوامل الخارجة عن سيطرة واشنطن، تزيد الامر صعوبة في فهم تطورات الصراع ومستقبله على المنطقة، وهو ما يجعل من ناحية أخرى الرئيس أوباما وفريقه الدبلوماسي مشغولين للغاية خلال عامه الأخير في الحكم بهذا الصراع والبحث عن وسائل انجع لاحتوائه وذلك طبعا حسب المصالح الامريكية في المنطقة.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه