2016-09-09 

باحث أمريكي: #السعودية تشهد ثورة إصلاحية

من واشنطن خالد الطارف

تشهد المملكة العربية السعودية تحولات جذرية في جميع المستويات والمجالات، التي قد تكون مفاجئة وغير متوقعة للذين يزورن  المملكة بعد غياب طويل ، وهو ما يؤكده الباحث  الأمريكي دينيس روس الذي دعا حكومة بلاده القادمة الى ايلاء أهمية كبيرة لسياسة الاصلاح في السعودية ودعمها.

 

 

 

صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية أوردت مقالا لروس ترجمته عنها الرياض بوست والذي أكد من خلاله الباحث الامريكي في معهد واشنطن والمساعد الخاص لاوباما (2009-2011)  بأنه ذهل و تفاجأ بمستويات التحول والتغيير  الجارية في السعودية حيث بدت له  المملكة كبلد مختلف تماما عن ما تركه عليها في آخر زيارته له عام 1991.

 

 

ويؤكد  الباحث الامريكي أن المثير في التحول السعودي أنه يأتي بتوجيه وقيادة من الدولة  حيث ينقل عن أحد السعوديين قوله، بأن المملكة تشهد ثورة في ثوب الاصلاح الإقتصادي. ولا يخفي دينيس روس أن هذه الاصلاحات والتحولات بدأت تعطي ثمارها  بالفعل وهو ما إستخلصه من خلال محادثاته  مع المسؤولين السعوديين  حيث تأكد من ان هناك تغيير بالفعل بدأ يحدث  خاصة في  أخلاقيات العمل الجديدة، حيث أكد له  عدد من وزراء أن القواعد الحالية تقتضي 80 ساعة من العمل أسبوعيا . كما يشير بأنه وعند سؤاله عن كيفية قبول  البيروقراطية بهذه القوانين والاصلاحات  فقد كانت الاجابة بأن هذه الاصلاحات لا تسعد الجميع لكن الواقع الجديد  وسياسة الاصلاح تعتمد على تحمس جيل  الشباب السعودي الصاعد وخاصة دور ومساهمة  المرأة السعودية  وهو ما تأكد منه الباحث الامريكي خلال زيارته  و اجتماعه مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير حيث كانت وجود المرأة علامة لا يمكن إغفالها بالاضافة إلى  زيارته لكلية ريادة الأعمال، حيث مثلت النساء السعوديات نصف المجموعة التي التقاها.

 

 

عمليا،  يؤكد  الباحث الامريكي  أن خطط السعوديين للتحول طموحة، بما أنها تهدف إلى تنويع الاقتصاد، وإنهاء الاعتماد المفرط على النفط، والحفاظ على رأس المال في البلاد للاستثمار المحلي، وتعزيز الشفافية والمساءلة.

 

 

 ورغم تعقيدات الاصلاحات وصعوبتها يشير روس إلى  أن قائد سفينة الاصلاح في المملكة  الأمير  محمد بن سلمان،  يؤمن بأنه لا مجال للتراجع للوراء وبأن لا إيديولوجية أخرى  للسعودية غير التنمية الوطنية والتحديث. فبالنسبة لولي ولي العهد محمد بن سلمان ، ليس هناك خيار سوى مواصلة الأهداف الطموحة المحددة في "خطة التحول الوطنية" ورؤية عام 2030، والتي تشمل ثلاثة أضعاف الإيرادات غير النفطية بحلول عام 2020، و بناء صندوق الاستثمارات العامة ، وتعزيز دور  القطاع  الخاص ، وتطوير القطاع السياحي و عدد اخر من الاهداف الطموحة.

 

 

وككل سياسة اصلاح أو تغيير تواجه خطة الإصلاح السعودية تشكيكا خارجيا وكذلك داخليا، إما بسبب الثقافة التقليدية ، أو بسبب إفتقار القوى العاملة إلى المهارات التعليمية الأساسية أو خاصة لمقاومة المؤسسة الدينية المحافظة، لكن نائب الأمير ولي العهد يؤكد بأن  هذه العقبات يمكن التغلب عليها حيث يجري تنفيذ إصلاح شامل للنظام التعليمي أين يتلقى  80000 طالب سعودي تعليمهم في الخارج قبل العودة للمساهمة بمهاراتهم  وعقليتهم الجديدة في بناء الاقتصاد والدولة كما يجري دمج المرأة السعودية بشكل  متزايد في  عدد من الوظائف في جميع القطاعات.

 

 

ويعتمد  الامير محمد بن سلمان في رؤيته الاصلاحية على الشباب السعودي الذي تبلغ نسبته أكثر من  70 في المئة من المجتمع، وهي ليست فقط الفئة الجاهزة والمنفتحة على التغيير بل هي من تبحث عنه.

 

 

ويختم الباحث الامريكي بأنه وعلى الرغم من أن  هناك  قوى وتحديات تجعل من خطة الاصلاح السعودية صعبة على غرار المصالح السعودية المحافظة والتقليدية إضافة الى التحديات الخارجية كالحرب في اليمن التي تستنزف الموارد والخطر الايراني المتربص في المنطقة ،فإن من دور وأولوية  الولايات المتحدة الامريكية ورئيسها القادم هو دعم سياسة الاصلاح في السعودية خاصة وأن المملكة أثبتت أن  لديها قيادة قادرة على اعادة تشكيل مجتمعها من الداخل دون إضطرابات وعنف . 

 

 

كما يضيف  روس أن من واجب الادارة الامريكية  القادمة تقديم المساعدة التقنية خاصة في عملية الاكتتاب الخاصة بشركة أرامكو والإصلاحات الاقتصادية بشكل عام،  وخاصة تفهم أولويات  السعودية التي تتلخص في  التحديث محليا والتصدي للمؤامرة  الإيرانية خارجيا ، مقترحا على الرئيس الامريكي المقبل الدعوة لحوار استراتيجي مع المملكة لطمأنة السعوديين في الوقت الذي تعتقد قيادتهم أن  الولايات المتحدة فشلت في فهم التهديد  الكبير الذي تمثله إيران للامن الخليجي والسعودي و مخاوف الرياض من استمرار طهران في استخدام  الميليشيات الشيعية لتقويض الحكومات العربية.

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه