أكد الباحث الأمريكي جيم كرين انه بإمكان السعودية والإدارة الأمريكية وإيران والحوثيين التوصل لاتفاق مفيد لكل الأطراف يمكن إعتباره "صفقة القرن الحقيقية".
موقع فوربس أورد في هذا السياق تقريرا أعده كرين وهو باحث في معهد بيكر للسياسة العامة،ترجمته عنه الرياض بوست أكد فيه أن صفقة القرن الحقيقية يمكن أن تكون تخفيف حدة العقوبات الأمريكية على إيران مقابل السلام في اليمن .
وأوضح كرين" بأن إيران لا تزال غاضبة تتألم منذ عقود ، تحت وطأة العقوبات الأمريكية التي خنقت اقتصادها الذي يهيمن عليه النفط، وهو ما دفعها للرد بمهاجمة المنشآت النفطية والسفن والقواعد الأمريكية والسفارة الأمريكية في بغداد أما "الأسوأ من ذلك ، فهو أن تخصيب اليورانيوم الإيراني يسير بثبات نحو عتبة القنبلة، فيما لا يوجد لدى طهران أي حافز لتخفيف سلوكها."
وفي الوقت نفسه ، "فإن حليف وشريك أمريكا، السعودية ، تحتاج الاستقرار أكثر من أي وقت مضى، حيث تستضيف المملكة قمة مجموعة العشرين هذا العام ، في الوقت الذي تضاعفت فيه الهجمات والتوترات بين طهران، وتأبى الحرب في اليمن أن تضع أوزارها، وهو ما يشكل تهديدات كبيرة بالنسبة لاستضافة المملكة لقمة مجموعة العشرين ."
ويشير التقرير " يمثل الحوثيون، المدعومون من إيران ، مصدرًا رئيسيًا للخطر على المملكة العربية السعودية، حيث تمتلك الميليشيا الايرانية التي تسيطر على العاصمة اليمنية مجموعة متنوعة وخطيرة من الصواريخ والطائرات بدون طيار التي ضربت أهدافا في بعض الأحيان داخل المملكة. لكن يبدو أن الحوثيين مستعدون لوقف هجماتهم على أمل وقف الحرب في وطنهم."
وتشمل الخطة وفق الباحث الأمريكي قيام ترامب بتخفيف جزئي للعقوبات المفروضة على إيران لمساعدة طهران في إنهاء كل من الحرب في اليمن وهجمات الحوثيين على المملكة العربية السعودية - في الوقت المناسب تماما بالنسبة لقمة مجموعة العشرين.
ويشير جيم كرين " أن هذه الخطة ستمكن السعودية من ضمان نجاح قمة مجموعة العشرين و إستضافة أبرز قادة العالم في نوفمبر المقبل ".
أما بالنسبة لإيران التي كانت تصدر في أوائل عام 2018 ، ما يصل إلى 2.5 مليون برميل من النفط يوميًا، فإن العقوبات الأمريكية جعلت الناتج المحلي الإجمالي لإيران ينتقلص إلى حوالي 10٪ العام الماضي، لذلك فإن تخفيف العقوبات الأمريكية والسماح لطهران بتصدير نحو 500 ألف برميل من النفط قد يكون عرضا مهما ومغريا لتقبل ايران بالتفاوض مع السعوديين بشأن اليمن وفق الباحث الأمريكي .
ويشير كرين "أما بالنسبة لإدارة ترامب ، فإن الاستفادة من تخفيف العقوبات على إيران للوصول إلى وقف لإطلاق النار في اليمن من شأنه أن يكون إنجازا للسياسة الخارجية الأمريكية.
أما بالنسبة للحوثيين، "فإن محادثات السلام وجها لوجه مع السعوديين من شأنها أن تمنحهم دورا أكبر في ما يتعلق بمستقبل اليمن، كما تمكن المملكة من إمكانية عقد إتفاق مع الحوثيين حول الدعم الإيراني ودورهم المستقبلي وترسانة الطائرات والصواريخ الإيرانية".