تستقبل المملكة العربية السعودية هذا العام أكثر من مليوني حاج قدموا لأداء فريضة الحج، وهو ما يمثل فرصة ذهبية يمكن للسعودية إستغلالها في الوقت الذي تبحث فيه الحكومة عن مصادر دخل جديدة لإنهاء إعتمادها بشكل كبير على عائدات النفط.
موقع قناة CNN الأمريكية أورد في هذا السياق مقالا ترجمته عنه الرياض بوست، أكد من خلاله بأن تنمية السياحة الدينية التي تمثل أحد بدائل السعودية عن النفط تمثل أحدى الأولويات على جدول أعمال الحكومة.
وتشير صاحبة المقال أنا كاتسوفا أن انهيار أسعار النفط منذ عام 2014 أثر بشكل كبير على إيرادات وخزينة السعودية حيث وصل العجز المالي في ميزانية العام الماضي الى حدود 100 مليار دولار بعد أن انخفضت الايرادات النفطية بنسبة 23 في المئة .
وضع دفع بالحكومة السعودية الى البحث عن بدائل جديدة للنفط، ومن بينها السياحة ، خاصة وأن عائداتها مقارنة بالامكانيات الكبيرة التي تمتلكها السعودية تعد ضئيلة حيث لم تتعدى عائدات القطاع السياحي السعودي 22 مليار دولار في عام 2015 وهو ما يمثل فقط 3.5 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي ، مقارنة ب 40 ٪ لعائدات النفط .
عمليا بدأت الحكومة السعودية في تنفيذ خطط طموحة لانهاء اعتمادها على النفط ، حيث تسعى لجذب 30 مليون حاج ومعتمر سنويا بحلول عام 2030 والحال أن عدد الحجاج والمعتمرين في عام 2015 كان في حدود 8 ملايين حاج، كما تهدف الحكومة السعودية أيضا الى خلق فرص جديدة للعمل في القطاع السياحي والترفيع في عدد العاملين فيه من حوالي 883،000 شخص حاليا إلى 1.3 مليون بحلول عام 2030 إذا تم استيفاء أهداف الحكومة ، وفقا لمعهد ماكينزي العالمي .
وفي هذا الاتجاه تخطط السعودية لتخفيف بعض القيود على تأشيرات الدخول لزيادة أعداد الزائرين حيث تتيح التأشيرات الجديدة للحجاج البقاء في البلاد والسفر إلى مدن أخرى بعد انتهاء مناسك الحج، كما ضاعفت المملكة إستثماراتها في الفنادق الجديدة حيث أنفقت أكثر من 13 مليون دولار لترميم المواقع التاريخية .
وتسعى السعودية وفق التوجه الجديد إلى إستغلال المواقع السياحية الدينية والغير الدينية في المملكة ، حيث تملك السعودية مخزونا تاريخيا كبيرا ومواقع أثرية قديمة يمكن استغلالها بالاضافة الى الإمكانيات التي تتيحها الصحراء العربية كما يمكنها الاستثمار في الغوص في البحر الأحمر وفق القناة الامريكية .
ورغم صعوبة جذب المزيد من السياح العلمانيين يؤكد جيسون توفاي خبير شؤون الشرق الأوسط في كابيتال إيكونوميكس أن هناك بالتأكيد فرصة كبيرة للمملكة لبناء وجهتها للحجاج وكذلك جذب السياح الراغبين في زيارة بعض من المناظر الطبيعية والهندسة المعمارية القديمة في المملكة.