تحشد المملكة العربية السعودية بهدوء كبير جهودها للاستحواذ أكثر على أصول سوق الطاقة الأمريكية من خلال إستثمارات شركة أرامكو التي أصبحت بالفعل شريك في ملكية هذه السوق ، من خلال شراكتها مع شركة رويال داتش شل ، وإستحواذها على الملكية الكاملة لأصول شركة موتيفا ، وهي أكبر مصفاة في الولايات المتحدة.
موقع فوربس أورد في هذا السياق مقالا ترجمته عنه الرياض بوست أكد فيه بأن شركة موتيفا هي المرشح الاوفر حظا لشراء مصفاة يونديل في هيوستن ، وهو ما من شأنه أن يعطي المملكة العربية السعودية السيطرة على اثنين من المصافي الرئيسية في تكساس، لتثبت مرة أخرى، خلاصة أن استقلال سوق الطاقة الأمريكي أمر مستحيل خاصة في ظل الحضور السعودي الكبير.
وإن كانت المملكة العربية السعودية ليست بالبلد الوحيد الذي يمتلك أصولا في سوق الطاقة في الولايات المتحدة بما أن دولا مثل كندا تعد حليفا طاقيا للولايات المتحدة، إلا أن قيمة الأصول السعودية في السوق الامريكية تبدو أكثر قيمة وتأثيرا كما انها تقدم دراسة حالة جيدة بسبب جهود المملكة في تنويع صناعة الطاقة .
وتتميز السوق الامريكية للطاقة بأنها سوق حرة، حيث يمكن للشركات الأجنبية الاستثمار في شراء أو إنشاء أصول الطاقة، و يمكن أن تشمل هذه الأصول المصافي و مصانع البتروكيماويات في النفط والغاز و الفحم و الطاقة البديلة والمرافق العامة، وهو ما تفعله المملكة العربية السعودية من خلال شركة أرامكو .
وتعتمد السعودية على شركة أرامكو لمشاريع الطاقة وهو صندوق يستثمر في شركات الطاقة والتكنولوجيا العالمية و غيرها من الصناديق التي تستثمر في هذه الشركات. وقد استثمرت ارامكو في هذا السياق في سوق الولايات المتحدة الجديد في شركة صمامات Zahroof ، التي تنتج صمامات لضواغط الغاز ، وكذلك شركة Siluria للتكنولوجيا والاستثمار والتي تعمل على تطوير تقنيات تحويل الغاز الطبيعي إلى سائل ، من خلال الاستثمار في صناديق الأخرى مثل بريمر اينرجي ، وهي الاستثمارات التي تمكن المملكة من التحكم والسيطرة على الأصول العالمية و الأمريكية .
وتستغل أرامكو بالاضافة الى ذلك ثلاثة مراكز أبحاث في الولايات المتحدة وهي مراكز هيوستن ، كامبردج ، وديترويت ، فيما يتيح موقع كامبريدج المحاذي لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا فرصا أفضل للوصول إلى أفضل المواهب حيث توجد شركات الطاقة الذكية.
إلى ذلك تمتلك أرامكو رخصة حصرية لاستخدام العلامة التجارية لبنزين شل في ولاية تكساس وميسيسيبي و جنوب وشرق و وسط المحيط الأطلسي وهو ما يعني أنه إذا كان ضخ الغاز من محطة وقود شل في أتلانتا ، بالتيمور ، أو دالاس في الصيف المقبل فإنك تقوم بشراءه من شركة أرامكو السعودية .
و الى جانب الحضور السعودي القوي في سوق الطاقة الامريكية، تعد قطر البلد الخليجي الآخر الذي يمتلك استثمارات طاقية في الولايات المتحدة حيث حصلت شركة قطر للبترول على أغلبية الحصة في محطة تصدير غولدن باس للغاز الطبيعي المسال، منذ أكثر من ثلاث سنوات،في الوقت الذي كان محطة تصدير الغاز الطبيعي المسال الوحيد في الولايات المتحدة، على الرغم من أنه لديه بعض المنافسة اليوم.
ويختم موقع فوربس المقال بالتأكيد على أن انفتاح سوق الطاقة الامريكي على الاستثمارات الاجنبية والسعودية خاصة يجعل من حلم استقلال سوق الطاقة الامريكي وتحقيق الامن الطاقي للولايات المتحدة أمرا مستحيلا.