2016-09-22 

#السعودية التي لا يعرفها #العالم

وجدان فهد

رغم مرور ثمانية عقود ونيف على توحيد المملكة العربية السعودية وتأسيسها على يدي المؤسس الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله،  لا يزال هناك  من ينظر اليها على انها صحراء ونفط وجِمال،  وهي بلا شك نظرة مجافية  للحقيقة.

 

فكيف لا تكون دولة راسخة وهي التي استطاعت ان تؤسس نفسها ثلاث مرات بعد كل محاولة للنيل منها، اذ  تأسست الدولة السعودية الأولى عام 1744م بأطراف ممتدة حتى الحدود الحالية للمملكة، وتم تدميرها من قبل العثمانيين ، ثم استعادت مكانتها بعد مضي عشرين سنة فكانت الدولة السعودية الثانية  في منتصف القرن التاسع عشر، والتي تم تدميرها مرة أخرى بعد مضي عشرون عاماً على يد الأتراك في عام 1881م، وتم إعادة بنائها مرة ثالثة عام 1902م في ظل القيادة ذاتها وفي الإقليم ذاته،  لذا فهي دولة تمتلك شرعية قوية متأصلة لدى شعبها . 

 

 


 واستطاعت عبر تاريخها تجاوز العديد من التقلبات والازمات السياسية ، ففي الخمسينات عندما عصفت الثورات بمنطقة الشرق الأوسط نجت المملكة العربية السعودية من هذه الإنقلابات ،وذلك بسبب استقرار حكومتها وسياساتها الحكيمة،  وفي السبعينات عندما كان هاجس  اقتراب الاتحاد السوفييتي من الشرق الأوسط عملت السعودية لوضع حدّ لتمدد الاتحاد السوفييتي ضمن حدود الشرق الأوسط ، ونجحت  في ذلك بالتعاون مع الولايات المتحدة الامريكية.

 

 

 

اما في الثمانينات  و بعد  "ثورة الخميني" واجهت المملكة العربية السعودية  بجسارة تهديد الإسلام المتطرف واستطاعت التعامل معه بالحكمة والمنطق والإتزان، وكانت لها السيادة.

 


وعليه فعندما يقلل البعض من قدرة المملكة السعودية على تحقيق الاستقرار في محيطها الداخلي ومع جيرانها في محيطها الإقليمي ودخولها نادي اللاعبين الكبار من الدول المعنيين بشؤون الشرق الأوسط فتلك فرية بيٓنة، فهي دولة براغماتية، تتسم بالاتزان  وبقرارات واعية ومدروسة. 

 

 



واستمرت السعودية في تفنيد كل الآراء المشككة بقدرتها على دعم الامن والاستقرار بعد احداث عام 2001م وأحداث 11 سبتمبر، اذ كانت اول من تصدى لملاحقة  المرتكبين  لجرائم الارهاب والأموال والايدلوجيات الداعمة للارهابيين، وتبددت وقتذاك هواجس من ظنٓوا أن الإسلام المتطرف و"القاعدة" ستعمل على زعزعة استقرار المملكة العربية السعودية. 

 

 



وهاهي اليوم  في مقدمة من يحاربون الإرهاب وتمويله والتطرف  ، وتسعى لحل النزاع في سوريا، وفي العراق، وفي اليمن، وفي ليبيا، بجانب تصديها لإيران التي تدعم الارهاب و تسعى لنشر سياسات طائفية في المنطقة  والتدخل في الشؤون الداخلية لجيرانها .  فالسعودية تواجه اليوم اكثر من تحدّي في آن واحد وكلها على ذات المستوى من الأهمية .


اما عن الذين يلومون المملكة العربية السعودية في حربها باليمن ومواجهة الحوثيين ، فالواقع ان الحرب فُرضت عليها كما تصرح بذلك الحكومة  السعودية وعلى لسان وزير خارجيتها السيد عادل الجبير قائلا في احدى محاضراته باليابان "لم نكن نحن من بدأ هذه الحرب، ولم نكن نريدها، بل أنها فُرضت علينا، إلا أننا لن نسمح لميليشيا متطرفة موالية لإيران و"حزب الله" بالإستيلاء على بلاد قوامها 26 مليون نسمة في حين أن إجمالي هذه الميليشيا لا يتجاوز 50 ألف".

 

 



لقد تجاوبت المملكة العربية السعودية وتحالف ضم عشرة دول مع اليمن  للدفاع عن الحكومة الشرعية وحمايتها، وتم ذلك بموجب قرار مجلس الأمن رقم (2216)، وكان الهدف ايضا التخلص   من التهديد الذي يمس المملكة العربية السعودية وجيرانها.

 

 

ج
وإذا كانت المملكة العربية السعودية قد واجهت باقتدار التحديات السياسية والأمنية على مدى سنوات ، فإن تحدي التنمية البشرية لا يزال يشكل هاجس اهتمامها الأول لضمان الاستفادة من طاقات شبابها ، فهي تعمل على بناء الانسان السعودي وتوظيف امكاناته ضمانا لمساهمته في نهضة المملكة  التي لا تعتمد على النفط فقط ، بل تسعى لتنويع اقتصادها وتحقيق التنافسية  ، وان تتحول في فترة وجيزة الى دولة مبتكرة وديناميكة عبر تدشين الرؤية ٢٠٣٠. 
وبعد كل تلك الحقائق والشواهد  الجليٓة فإن الرد على المشككين بقدرة المملكة العربية السعودية على حفظ الامن والاستقرار وعدم نيتها في التوسع على حساب جيرانها يغدو لا لَبْس فيه ، اذ تبقى السعودية متفردة بأنها مهبط الاسلام ، وفيها الحرمين الشريفين، وهي قبلة 1.5 مليار مسلماً .كما تمتلك المملكة العربية السعودية أكبر احتياطي للنفط على مستوى العالم، بحيث يبلغ 25% أو يزيد مما يجعل منها لاعباً هاماً في اقتصاد العالم، كما انها تتمتع بموقع استراتيجي يمثل نقطة تقاطع ثلاث قارات وهي آسيا، وأوروبا، وأفريقيا، ويمر بها ثلاث من أهم الممرات المائية في العالم وهي مضيق "هرمز"  الذي يعتبر نقطة عبور لما يقدر 60% من نفط العالم، ومضيق "باب المندب"، وقناة السويس، والبحر الأحمر الذي تعبر من خلاله 10% من تجارات العالم، كما أن الساحل الغربي للمملكة يقع على البحر الأحمر، مما يجعل المملكة دولة ذات موقع استراتيجي سواءً كان ذلك من حيث النقل البحري أو الجوي. 
ولذا فإن هذه الأمور مجتمعة تجعل منها  دولة ذات دور محوري في العالم يحتم عليها نهج السياسات الحكيمة وحفظ امن واستقرار المنطقة وتهيئة السكينة لما يعادل خمس البشرية من المسلمين . 

 


حفظ الله المملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وشعبا  ودامت ترفل بالنصر والعزة والازدهار .  
وجدان فهد

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه