أثار طالب اتحاد تدريس في الدنمارك بإدراج الرسوم الكرتونية عن النبي محمد في المناهج التعليمية جدلًا واسعًا في الوسط السياسي والتعليمي في الدنمارك. ورأى المؤيدون للفكرة أنّ تدريس هذه الرسوم سيساعد في التعرف على العلاقة بين القضايا الدينية والاجتماعية والسياسية، بيما رأى المعرضون ضرورة إبقاء المدارس الدنماركية بعيدة عن التدخل السياسي. وأعلن اتحاد معلمي التربية الدينية عن رغبته في إدراج الرسوم في مناهج التعليم "عاجلا وليس آجلا"، حسبما ذكر موقع "نوهير" الإخباري. وأكد رئيس الجمعية جون ريودال أنّ أزمة الرسوم الكرتونية للنبي محمد تمثل قضية واضحة في التعليم الديني، وقد أثار دهشتي أنها لم تُدرج في منهج مدرسي بالرسوم. وأوضح ريودال أّنّ تدريس هذه الرسوم سيساعد في التعرف على العلاقة بين القضايا الدينية والاجتماعية والسياسية. وأشارت وزارة التربية الدنماركية إلى تفضّليل مدارس عدة تغطية هذه القضية عبر دروس في التاريخ أو الدراسات الاجتماعية. وأعرب بعض السياسيين الدنماركيين عن دعمهم لهذا المقترح، ودعا حزب "الشعب" اليميني إلى جعل تدريس الرسوم الكرتونية للنبي محمد إلزاميا في الدروس الدينية. وذهب حزب "الشعب الدنماركي" لأبعد من ذلك بالدعوة إلى ضرورة أن يكون تدريس الرسوم إجباريًا. وقال المتحدث باسم الحزب اليكس أريندتسن لصحيفة "برلنسكه" اليومية: "إذا كنت تعيش في الدنمارك، يجب عليك أن تكون قادرا على قبول رؤية الرسوم". وفي سياق مختلف رفض حزبي الشعب المحافظ والاشتراكي الديمقراطي إلزام الطلاب بدراسة تلك الرسوم، أكدا أنهما لا يرغبان في أن يكون تدريس الرسوم إلزاميًا، وإنما تترك الحرية للمدرسين في اختيار المناهج. وأشارت المتحدثة باسم حزب الشعب المحافظ ماي ميركادو في مقال لها بصحيفة يولاندس بوستن إلى أنّ "أزمة الرسوم والهجوم المميت على مجلة شارلي إبدو الفرنسية والهجوم الإرهابي الأخير في كوبنهاغن، تمثل جميعها جزءا مهما من التاريخ لدرجة تجعل من الضروري إدراجها بشكل دائم في مناهج المدارس". وأضافت أننا "لا ننظم التفاصيل الخاصة بالمواد التي تدرس للطلاب من الناحية السياسية، فهذا يمثل تقليدا قديما، مشددة على ضرورة التأكد من إبقاء المدارس الدنماركية بعيدة عن التدخل السياسي"، حسبما نقلت عنها وكالة فرانس برس. ولفت رئيس نقابة المعلمين في الدنمارك اندرس بوندو كريستنسن إلى ضرورة ترك الأمر لكل مدرس كي يقرر إذا كان سيدرس للطلاب هذه الرسوم المثيرة للجدل أم لا وكيف. ونُشرت الرسوم للمرة الأولى في الدنمارك في صحيفة يولاندس بوستن عام 2005، وأثارت احتجاجات عنيفة في بعض الدول الإسلامية. وفي فبراير الماضي، أطلق مسلح النار على أشخاص كانوا يشاركون في جلسة نقاشية حول حرية التعبير في مقهى بالعاصمة كوبنهاغن، ما أسفر عن مقتل شخص. وقتل 12 شخصا في الهجوم على مقر مجلة شارلي إيبدو الفرنسية الساخرة في باريس بعد أن أعادت نشر الرسوم الدنماركية بالإضافة إلى رسوم أخرى. ويأتي ذلك في الوقت الذي أعرب فيه رسام الكاريكاتير السويدي لارس فيكس، والذي رسم الرسوم الكاريكاتورية الأولى، عن الرعب الذي يلاحقه في كل مكان ، حيث أكد أنه لايستطيع العيش بطبيعته حيث ياجه مشاكل أثناء إلقائه للمحاضرات او الذهاب لأي مكان فالجميع يكون خائفًين ويغادرون ، معتقدًا أنه كان الهدف المقصود من هجوم كوبنهاغن.