الجحيم يحيط بنساء سوريا

فرض تنظيم داعش على النساء في مناطق شمالي سوريا والتي يسيطر عليها ، حياة مختلفة تمامًا عما اعتادت كثير منهن بداية من الملابس حتى حيث فرض عليهن ارتداء عباءات طويلة سوداء، ونقابا يغطي الوجوه باستثناء المنطقة المحيطة بالعينين. تقول رزان أحد النساء أنها كانت ترتدي حجابًا عصريًا، وملابس متعددة الألوان، لم تكن رزان امرأة عادية، إذ كانت طبيبة، وناشطة في مجال مكافحة العنف، خاصة العنف ضد المرأة. وأضافت أنها كانت خلال السنتين الأوليين من الانتفاضة السورية، وقبل ظهور تنظيم داعش كانت وغيرها من الناشطين تعمل بحرية وينادون بالحرية والديمقراطية. لكن سرعان ما تحولت الأحلام إلى كوابيس، إذ أصبح النشاط العام الذي تقوم به رزان سريا، ولم تعد تستطيع مقابلة النشطاء من الرجال بسبب الفصل بين الجنسين. وقالت رزان التي تعيش في لندن الآن أن الأمر أصبح أسوأ بسبب تشكيل لواء الخنساء والذي تشكل من نساء جهاديات، معظمهن أجنبيات. حيث يحق لعضوات لواء الخنساء كشف النقاب عن أوجه النساء، وإجراء تفتيش مفاجئ لمنازلهن، ومراقبة أنشطتهن. وأضافت رزان أصبحنا نخاف ونحن في منازلنا حيث تخضع من يحضرون الاجتماعات المخالفة للعقاب على يد لواء الخنساء. وتابعت: "أصبح جلد الرجال والنساء في العلن أمرا اعتياديا. وهناك عدة حالات رجم لنساء اتهمن بالزنا". وواجهت رزان غضب تنظيم الدولة في صيف 2014، إذ زار عدد من أعضاء التنظيم المستشفى الذي تعمل فيه، واستجوبوها، وانتقدوا الطريقة التي ترتدي بها النقاب. واضطرت رزان لتغطية وجهها بالكامل لتجنب أية متاعب. وبعد مغادرة أعضاء التنظيم للمستشفى، رجع أحدهم وقال لها: "انج بحياتك، قبل أن يحاكموك أمام إحدى محاكم الشريعة". وتقول رزان غادرت المستشفى من باب خلفي، وطلبت من والدي أن يقلني. كنت أخشى أن يصيبونني بسوء. وذهبت إلى منزل أختي، ولم أعد إلى بيتي أو إلى المستشفى أبدا". واستطاعت لاحقا أن تغادر البلاد باستخدام هوية امرأة أخرى. وتقول إن الرحلة إلى الحدود التركية كانت مروعة، فما زلت أتذكر الجثث مقطوعة الرأس على الطريق. وكان في السيارة طفلان بكيا عند رؤيتهما هذ المشهد. وصُفّت الرؤوس على جانبي الطريق. كان مشهدا مروعا". وكانت رزان محظوظة بالحصول على تأشيرة للإقامة في بريطانيا. وهي تعيش بمأمن هناك، لكنها تخشى الكشف عن هويتها حتى لا يتعرض أقاربها للأذى. وترى رزان أنها لن تعود إلى بلادها إلا بعد خروج الأسد من السلطة، "فأنا أحمل مفاتيح بيتي في سوريا. وأنا على يقين أنني سأستخدمها يوما ما، آمل أن يكون قريبا". وأصبحت أحوال المدنيين أشد قسوة بعد أن أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" إقامة "الخلافة" في الأراضي التي سيطر عليها في سوريا والعراق، في يونيو الماضي. وبحسب رزان، فإن "عنفهم يفوق الوصف. إنهم يرهبون الناس".