تستعد المملكة العربية السعودية، لأول عملية بيع سندات في تاريخها على المستوى الدولي هذا الاسبوع وسط توقعات بأن لا تقتصر المملكة هذه العملية فقط وبأن تتبعها عمليات بيع أخرى.
صحيفة les echos الفرنسية أوردت في هذا السياق مقالا ترجمته عنها الرياض بوست أكدت فيه بأن الاسواق المالية تنتظر هذا الموعد "التاريخي" ، فيما وصفت هذه العملية بأنها ثورة في المملكة ذلك أن السعودية التي كانت تعد اول المقرضين تسعى اليوم الى بيع أول سندات لها على المستوى الدولي مشيرة الى ان مؤسسة ستاندرد اند بورز التي أكدت بأن هذه العملية تأتي على خلفية تراجع عائدات السعودية من النفط تتوقع بأن يكون العجز في موازنة الدولة حوالي 10٪ سنويا خلال الفترة الممتدة من 2016-2019 .
وتشير الصحيفة الفرنسية الى ان يوم الأربعاء سيكون حاسما بالنسبة للاسواق المالية وكذلك للسعودية التي من المقرر ان تصدر سندات بقيمة 10 إلى 20 مليار دولار بعد أسبوع ماراثوني تضاعفت فيه الاجتماعات في الولايات المتحدة ولندن في الأيام الأخيرة.
وفي ذات السياق يؤكد أحد المحللين الذين حضروا أحد الإجتماعات أن المملكة العربية السعودية ليس لديها حاجة ملحة للاقتراض ذلك أن احتياطيات النقد الأجنبي لا تزال تسمح الدولة بالتحرك بسهولة خلال السنوات القادمة لكن الفكرة هي أن تحافظ السعودية على توازنها المالي وأن لا تضطر لتصفية ديونها وسط حالة من الذعر .
إلى ذلك تؤكد الصحيفة الفرنسية ان المملكة ستعين على رأس وكالة الديون فهد السيف، وهو مصرفي سابق من إتش إس بي سي.
وتشير الصحيفة أن السعودية أظهرت خلال إجتماعات "الحملة الترويجية" استعدادها لتحرير الأسواق المالية المحلية وتسهيل وصول الاجانب اليها كما أكدت عزمها على الدفاع عن ربط عملتها بالدولار. أما في ما يتعلق بالمشاريع الاقتصادية الكبرى للسعودية فقد اكد المسؤولون السعوديون خلال الاجتماعات أن التركيز منصب على الخصخصة والتنويع بعيدا عن النفط ، وهو ما يتضح من إنشاء صندوق رأس مال استثماري مخصص للتكنولوجيا العالية مع سوفت بانك الياباني في الايام الفارطة.
و إن كانت "الحملة الترويجية" التي تنتهي يوم الثلاثاء على الساحل الشرقي للولايات المتحدة لم تمر بآسيا، فإن المملكة تعتزم وفق الصحيفة إطلاق حملة أخرى نحو المستثمرين الآسيويين في أوائل الصيف ، حيث قد تكون حينها الفرصة مواتية لإصدار سندات إسلامية (الصكوك)، والتي تستهدف دولة اسلامية مثل ماليزيا واندونيسيا.