2016-10-24 

الخلاف السعودي المصري..أزمة عابرة أم عاصفة حاسمة ؟

من القاهرة، محمد إكرامي

شهدت علاقة  مصر بالسعودية أحد اكثر حلفائها  فاعلية ودعما  خاصة  بعد 30 يونيو 2013، أزمة كبيرة أثارت جدلا واسعا حول مدى قدرة حلف الرياض- القاهرة على الصمود وسط التصعيد المتبادل ووسط اختلاف وجهات النظر.

 

 

صحيفة المونيتور الأمريكية اوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست اكدت فيه بأن  وسائل الاعلام المصرية ساهمت بشكل كبير في تأجيج الازمة بين الرياض والقاهرة من خلال الدخول في حملة تشويه مجانية للسعودية واتهامها بأنها تضغط على مصر للانصياع  للقرارات التي ترغب في تمريرها.

 

 

وتضيف المونيتور ان عدد من الاعلاميين المصريين اتخذوا من المنابر الاعلامية منصة لمهاجمة المملكة وهو ما ساهم في ارتفاع التوتر واتساع رقعة الخلاف متسألة في ذات الوقت عن مدى قدرة الحلف السعودي المصري على الصمود امام هذا التصعيد، خاصة بعد قطع السعودية لمساعداتها النفطية للقاهرة.

 

 

 إلى ذلك يشير التقرير الى ان هذه الأزمة نابعة من اختلاف في وجهة نظر البلدين حول طريقة التعامل مع الملف اليمني وخاصة الملف السوري، ففي حين تعتبر الرياض تصويت مصر في مجلس الامن  لصالح الموقف الروسي بشأن الازمة السورية على حساب الموقف الفرنسي الذي تتبناه الرياض انقلابا على التوافق العربي، تعتبر القاهرة بان تصويتها كان من منطلق مضمون الموقف وليس بسبب هوية الدولة التي تبنته ودافعت عنه .

 

 


وفي هذا السياق يؤكد الصحفي والكاتب المصري  علاء عبد الهادي للمونيتور ان هناك بالتأكيد أزمة بين مصر والمملكة العربية السعودية مشيرا الى ان وسائل الاعلام في البلدين وخاصة في مصر ساهمت  في تأجيج التوتر والخلاف حيث بدأ كل طرف يلقي اللوم على الآخر، مضيفا بأن  بأن  السبب الرئيسي لوجود أزمة بين البلدين هو مزيج من قضيتين رئيسيتين اليمن وسوريا، و اعتماد كل بلد لنهج مختلف بشان  الأزمتين ففي اليمن اتخذت مصر اتجاها واضحا في رفض أي تدخل الأرض لان القاهرة اخذت العبرة من تجربة التدخل في اليمن في عهد الرئيس جمال عبد الناصر اما  المملكة العربية السعودية فتؤيد التدخل  على الأرض في اليمن.

 

 

 أما بالنسبة للملف السوري، فرغم اتفاق  الطرفان على أهمية إنهاء الأزمة ووقف نزيف السوريين الا ان هناك فرقا  جوهريا بين الجانبين يتعلق بآلية وضع نهاية للأزمة وفق عبد الهادي ففي الوقت الذي  تعتقد فيه المملكة العربية السعودية أن نظام الأسد يجب اقصائه من السلطة، ترى مصر في الاسد جزء من الحل كما تدعو لتطهير المعارضة من العناصر المتطرفة.

 

 

إلى ذلك يختم الكاتب علاء عبد الهادي بان  هذه الأزمة لن تنتهي  ما لم يفهم كل بلد أن الطرف الآخر له ما يبرر دفاعه  عن خيارات معينة  وفقا لمصالحه وورؤيته .

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه