في ذات الوقت الذي يبحث فيه اعضاء من منظمة اوبك ومن خارجها عن معجزة تعيد التوازن في سوق النفط من خلال الإجتماعات الثنائية والزيارات المتبادلة، يرى جوليان لي الخبير الاستراتيجي ان هناك عاملا آخرا قادرا على تحقيق هذا الطموح ألا وهو دونالد ترامب.
ويشير "لي" أحد اكبر المحللين في مركز درايات الطاقة العالمية في تقرير نشره في وكالة بلومبرغ وترجمته عنه الرياض بوست أن ترامب قد يوفر عن غير قصد هدية لا تقدر بثمن لسوق النفط من خلال تطبيقه لإحدى تصريحاته ووعوده الشهيرة قبل إنتخابه رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية حين أكد بأنه سيمزق الاتفاق النووي الايراني.
خطوة وإن نفذها ترامب فستجعل سوق النفط يتخلص من مليون برميل نفط يوميا تضخها ايران في السوق وهي نفس قيمة الانتاج الذي تسعى اوبك لتخفيضها لاعادة التوازن والاستقرار لسوق النفط وفقا للخبير الدولي .
ويضيف جوليان لي بأنه وعلى الرغم من تأكيدات عدد من المسؤولين والمراقبين بأن ترامب لن تكون له الجرأة لتطبيق هذا الوعد لأن الاتفاق النووي الايراني ورفع العقوبات الاقتصادية على طهران ليس اتفاقا أمريكيا إيرانيا بل هو إتفاق دولي بين مجموعة من الدول إلا ان ترامب يملك الآليات القادرة على تمزيق الاتفاق بالفعل، بما ان هذه الصفقة والاتفاق لم يتم المصادقة عليها الى الآن من قبل الكونغرس، وهو ما يمثل ورقة رابحة يمكن ان تعطي ترامب فرصة إلغاء الاتفاق.
آلية أخرى يشير إليها الخبير الاستراتيجي والتي بإمكان الرئيس الأمريكي الجديد بأن يستغلها لصالح تطبيق إحدى وعوده، تلك المتعلق بآلية تسوية المنازعات المنصوص عليها في الاتفاق نفسه، والتي تسمح لأي طرف يسجل أي خروقات بان يطالب بنقض الاتفاق وهو الأمر الذي تعهدت بمراقبته لجنة مشتركة تم إنشاؤها للإشراف على الاتفاق.
وفي حالة كان الطرف الشاكي غير راض عن النتيجة ويعتقد أن الاختراق يشكل "عدم الامتثال كبير للاتفاق "، فبإمكانه اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي، الذي سيصوت على جدية الخروقات وهو ما يضع إيران أمام خطر الفيتو الأمريكي الذي من الوارد بأن ينقض الاتفاق ويعيد فرض العقوبات الاقتصادية مجددا على طهران.